@ 14 @ .
وكان أبو بكر بن عمر رجلا صالحا ورعا فجعل على مقدمته ابن عمه يوسف بن تاشفين اللمتوني ثم سار حتى انتهى إلى بلاد السوس فغزا جزولة من قبائلها وفتح مدينة ماسة وتارودانت قاعدة بلاد السوس وكان بها قوم من الرافضة يقال لهم البجلية نسبة إلى علي بن عبد الله البجلي الرافضي كان سقط إلى بلاد السوس أيام قيام عبيد الله الشيعي بإفريقية فأشاع هنالك مذهب الرافضة فتوارثوه عنه جيلا بعد جيل وعضوا عليه فكانوا لا يرون الحق إلا ما في يدهم فقاتلهم عبد الله بن ياسين وأبو بكر بن عمر حتى فتحوا مدينة تارودانت عنوة وقتلوا بها خلقا كثيرا ورجع من بقي منهم إلى مذهب السنة والجماعة .
وحاز عبد الله بن ياسين أسلاب القتلى منهم فجعلها فيئا وأظهر الله المرابطين على من عداهم ففتحوا معاقل السوس وخضعت لهم قبائله وفرق عبد الله بن ياسين عماله بنواحيه وأمرهم بإقامة العدل وإظهار السنة واخذ الزكوات والأعشار وإسقاط ما سوى ذلك من المغارم المحدثة $ فتح بلاد المصامدة وما يتبع ذلك من جهاد برغواطة وفتح بلادهم وذكر نسبهم $ .
ثم ارتحل عبد الله بن ياسين إلى بلاد المصامدة ففتح جبل درن وبلاد رودة ومدينة شفشاوة بالسيف ثم فتح مدينة نفيس وسائر بلاد كدميوه ووفدت عليه قبائل رجراجة وحاحة فبايعوه ثم ارتحل إلى مدينة أغمات