@ 282 @ يسمع دوي الرحى فتقصدهم سفهاء مغراوة وفيها أيضا اتخذوا غرفا لا مراقي لها حتى إذا كان عشى النهار صعد الرجل بأهله وعياله إليها بسلم ثم يرفع السلم معه لئلا يدخل عليه فجأة وكان من هذا شيء كثير .
وكان من الأحداث في هذه المدة أنه في ليلة الخميس الثالث والعشرين من رجب سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة ظهر نجم في السماء كان في رأي العين مثل الصومعة العظيمة طلع من جهة المشرق وتهافت جريا فيما بين المغرب والجوف وتطاير منه شرر عظيم فزع الناس منه واستغاثوا ربهم في صرف مكروهة عنهم .
وفي سنة اثنتين وثمانين بعدها كان الكسوف الكلي الذي أذهب جميع الفرص .
وفي سنة خمس وثمانين وثلاثمائة كانت الريح الهائلة التي نظر الناس فيها إلى البهائم تمر بين السماء والأرض نعوذ بالله من سخطه .
وفي سنة أربع وتسعين وثلاثمائة طلع الكوكب الوقاد وهو نجم عظيم ضخم الجرم كثير الضياء .
وفي سنة ست وتسعين وثلاثمائة طلع نجم عظيم من ذوات الأذناب شديد الارتعاد .
وفي سنة سبع وأربعمائة انقرضت دولة بني أمية بالأندلس وقامت بها دولة بني حمود فكانت مدتها نحو سبع سنين وانقرضت أيضا وافترق أمر الجماعة بالأندلس وصار الملك بها طوائف إلى أن نسخ ذلك يوسف بن تاشفين .
وفي سنة إحدى عشرة وأربعمائة اشتد القحط ببلاد المغرب كلها من تاهرت إلى سجلماسة وكثر الفناء في الناس نسأل الله العافية .
وفي سنة خمس عشرة وأربعمائة كانت الزلزلة العظيمة بالأندلس اضطربت لها الأرض وانهدت الجبال