@ 280 @ قريبة معنصر بن حماد بن معنصر بن المعز بن عطية فبايعته قبائل مغراوة الذين بفاس وأحوازها وذلك في رمضان سنة خمس وخمسين وأربعمائة وكان معنصر ذا حزم ورأي وشجاعة وإقدام وشغل بحرب لمتونة وكانت له عليهم الوقعة المشهورة .
ثم غلب يوسف بن ناشفين على فاس وخلف عليها عامله وارتحل إلى عمارة وفتح الكثير من بلادها حتى أشرف على طنجة ثم رجع إلى حصار قلعة فازاز فخالفه معنصر إلى فاس وملكها وقتل العامل ومن معه من لمتونة ومثل بهم بالحرق والصلب واتصل الخبر بيوسف بن تاشفين وهو محاصر لقلعة فازاز فاستدعى مهدي بن يوسف الكزنائي صاحب مكناسة ليستجيش به على فاس فاستعرضه معنصر في طريقه قبل أن تتصل أيديهما وناجزه الحرب ففض جموعه وقتله وبعث برأسه إلى وليه الحاجب سكوت البرغواطي صاحب سبتة .
واستصرخ أهل مكناسة بيوسف بن تاشفين فسرح عساكر لمتونة إلى حصار فاس فأخذوا بمخنقها وقطعوا المرافق عنها وألحوا بالقتال عليها حتى اشتد بأهلها الحصار ومسهم الجد وبرز معنصر لإحدى الراحتين فكانت الدائرة عليه وفقد في الملحمة ذلك اليوم سنة ستين وأربعمائة فلم يدر ما فعل الله به سبحانه وتعالى $ الخبر عن دولة تميم بن معنصر المغراوي $ .
لما فقد معنصر بن حماد في الملحمة التي كانت بينه وبين اللمتونيين بايع أهل فاس من بعده لابنه تميم بن معنصر فكانت أيامه أيام حصار وفتنة وجهد وغلاء .
وشغل يوسف بن تاشفين عنهم بفتح بلاد غمارة حتى إذا كانت سنة ثنتين وستين وفرغ من فتح غمارة صعد إلى فاس فحاصرها أياما ثم اقتحمها عنوة وقتل بها زهاء ثلاثة آلاف من مغراوة وبني يفرن ومكناسة وغيرهم