@ 270 @ وأنواع السلاح والكسى فعبر واضح البحر واستقر بمدينة طنجة فانضم إليه بعض قبائل البربر من غمارة وصنهاجة وغيرهم وبايعوه على قتال زيري بن عطية ومن معه من قبائل زناتة فأفاض عليهم الخلع والأموال .
ثم أمد المنصور بمن كان معه بالأندلس من ملوك البربر النازعين عن زيري بن عطية إليه فتكاملت جيوشه وخرج بهم واضح من طنجة يؤم فاسا فاتصل خبره بزيري بن عطية فخرج إليه من فاس في عساكر زناتة فالتقى الجمعان بوادي زادات فكانت بينهما حروب بعد العهد بمثلها مدة من ثلاثة أشهر إلى أن انهزم واضح وقتل أكثر جيشه وفر واضح إلى طنجة فدخلها منهزما وكتب إلى المنصور يطلب منه المدد .
وقال ابن خلدون إن واضحا حين برز من طنجة وزحف إليه زيري بن عطية تواقفا ثلاثة أشهر ثم تناول واضح آصيلا ونكور فضبطهما واتصلت الوقائع بينه وبين زيري ثم بيت واضح معسكر زيري بنواحي آصيلا وهم غارون فأوقع بهم .
وخرج المنصور من قرطبة فوصل إلى الجزيرة الخضراء ثم أجاز ابنه عبد الملك المظفر بجميع عسكر الأندلس وقوادها حتى بقي المنصور وحده وأمره بحرب زيري بن عطية فركب المظفر البحر من الجزيرة الخضراء إلى سبتة .
واتصل خبر المظفر بزيري بن عطية فخافه وأخذ في الاستعداد لملاقاته وكتب إلى جميع قبائل زناتة يستصرخهم فأتته الوفود من بلاد ملوية وتلمسان والزاب وسائر بوادي وناتة فنهض بهم إلى قتال عبد الملك المظفر بن المنصور بن أبي عامر وبرز عبد الملك من طنجة ومعه واضح الفتى في جيوش لا تحصى والتقى الجمعان بوادي منى من أحواز طنجة فكانت بينهم