@ 266 @ $ حديث أبي البهار الصنهاجي مع ا لمنصور ابن أبي عامر وما نشأ عن ذلك $ .
كان أبو البهار بن زيري بن مناد الصنهاجي قد خالف على ابن أخيه منصور بن بلكين ابن زيري بن مناد الصنهاجي أمير إفريقية وظهور الدولة العبيدية وخلع دعوة الشيعة ومال إلى دعوة المروانيين وغلب على المهدية وتونس وشلشال وتلمسان ووهران وشلف وكثير من بلاد الزاب وخطب للمؤيد وحاجبه المنصور بن أبي عامر وبعث ببيعته إليهم وذلك في سنة سبع وسبعين وثلاثمائة فلما وصلت بيعته إلى المنصور بن أبي عامر بعث إليه بعهده على ما بيده من البلاد وبهدية وخلع وبأربعين ألف دينار فلما قبض أبو البهار المال والهدية أقام على بيعتهم نحو الشهرين ثم خلعهم وعاد إلى العبيديين فبلغ ذلك المنصور فغاظه وكتب إلى زيري بن عطية بعهده على بلاد أبي البهار وأمره بقتاله عليها فسار إليه زيري بن عطية من فاس في جيوش لا تحصى من قبائل زناتة وغيرهم ففر أبو البهار أمامه ولحق بابن أخيه منصور بن بلكين وترك له البلاد فملك زيري بن عطية تلمسان وسائر أعمال أبي البهار فانبسط سلطانه بالمغرب من السوس الأقصى إلى الزاب وكتب بالفتح إلى المنصور بن أبي عامر وبعث له بهدية عظيمة فيها مائتا فرس من عتاق الخيل وخمسون جملا مهريا سابقة وألف درقة من جلود اللمط وأحمال كثيرة من قسي الزان وقطوط الغالية والزرافة وأصناف الوحوش الصحراوية كاللمط وغيره وألف حمل من التمر الجيد في جنسه وأحمال كثيرة من ثياب الصوف الرقيقة فسر بها المنصور وكافأه عليها وكتب له بتجديد عهده على المغرب وذلك سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة واقام زيري بن عطية بفاس وأسكن قبيله بأنحائها وبالقرب منها في قياطينهم ودفع بني يفرن عن فاس وأحوازها إلى نواحي سلا فاستولوا عليها كما سيأتي