@ 253 @ مدينتي فاس نحو سنة وارتحل عنها إلى الأندلس برسم الجهاد واستخلف عليها ابن عمه أحمد بن أبي بكر بن أحمد بن عثمان بن سعيد الزناتي وهو الذي بنى صومعة مسجد القرويين سنة أربع وأربعين وثلاثمائة كما سبق .
وفي سنة سبع وأربعين وثلاثمائة ولي الناصر على مدينة طنجة وأحوازها يعلى بن محمد اليفرني فنزلها في قبائل يفرن وأمضى أمره ونهيه فيها $ هجرة أبي العيش إلى الأندلس بقصد الجهاد $ .
لما رأى أبو العيش غلبة الناصر على بلاد العدوة هانت عليه رياستها فكتب إليه بقرطبة يستأذنه في الجهاد فأذن له وأمر أن يبني له في كل منزل ينزله قصرا وذلك من الجزيرة الخضراء إلى الثغر وأن يجري له فيها ألف دينار في كل يوم ضيافة له ومن الفرش والأثاث والطعام والشراب ما يقوم بالقصر فلم يزل على ذلك حتى وصل إلى الثغر فكانت منازله من الجزيرة إلى الثغر ثلاثين منزلا ومات أبو العيش رحمه الله شهيدا في جهاد الفرنج سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة $ الخبر عن دولة الحسن بن كنون $ .
لما خرج أبو العيش من الأندلس برسم الجهاد استخلف على عمله أخاه الحسن بن كنون وهو القاسم بن محمد بن القاسم بن إدريس وهو آخر ملوك الأدراسة بالمغرب ولم يزل مواليا للمروانيين متمسكا بدعوتهم إلى أن كان ما نذكره