@ 242 @ وأرسله فتدلى الحسن من السور فسقط وانكسرت ساقه فتحامل حتى انتهى إلى عدوة الأندلس فاختفى بها إلى أن مات لمضي ثلاث من سقطته رحمه الله وذلك سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة وأراد ابن أبي العافية قتل حامد بن حمدان لعدم تمكينه إياه من الحجام ففر إلى المهدية وكانت دولة الحسن الحجام بفاس نحو سنتين .
وانقرضت دولة آل إدريس من فاس وأعمالها وتداول المغرب الأقصى العبيديون أصحاب إفريقية والمروانيون أصحاب الأندلس مرة لهؤلاء ومرة لهؤلاء وتجددت للأدارسة دولة أخرى ببلاد الريف نذكرها عن قريب إن شاء الله .
وصفت فاس وأعمالها لابن أبي العافية وملك معها كثيرا من أعمال المغرب وبايعته القبائل والأشياخ وهو في ذلك كله متمسك بدعوة الشيعة كما قلنا فكان كالنائب عنهم بالمغرب والله غالب على أمره $ طرد موسى بن أبي العافية آل إدريس من أعمال المغرب وحصره إياهم بحجر النسر $ .
لما استولى موسى بن أبي العافية على فاس والمغرب شمر لطرد الأدارسة عنه فأخرجهم من ديارهم وأجلاهم عن بلادهم من شالة وآصيلا وغيرهما من البلاد التي كانت في أيديهم ولجؤوا بأجمعهم إلى قلعة حجر النسر مغلوبين على ملكهم مطرودين عن دار عزهم التي أسسها سلفهم .
وكانت قلعة حجر النسر حصنا منيعا بناه محمد بن إبراهيم بن محمد بن القاسم بن إدريس شامخا في عنان السحاب فنزل عليهم