@ 236 @ المهملة قرية كانت على نهر سبو بالعدوة الجنوبية منه نزلها بيحيى بن محمد فنسب إليها وقبره معروف بها إلى الآن .
ولما استقل بيحيى بن القاسم بالأمر قاتل عبد الرزاق حتى أخرجه من عدوة الأندلس فدخلها وبايعه أهلها وجميع من نزل بها من أهل الأندلس الربضيين ربض قرطبة واستعمل يحيى بن القاسم عليهم ثعلبة بن محارب بن عبد الله الأزدي من ولد المهلب بن أبي صفرة وهو ربضي أيضا فلم يزل واليا على عدوة الأندلس إلى أن توفي فاستعمل يحيى مكانه ولده عبد الله بن ثعلبة المعروف بعبود إلى أن توفي أيضا فاستعمل الأمير يحيى مكانه ولده محارب بن عبود بن ثعلبة .
وخرج الأمير يحيى بن القاسم إلى قتال الصفرية فكانت له معهم حروب ووقائع كثيرة ولم يزل أميرا على فاس وأعمالها إلى أن اغتاله الربيع بن سليمان سنة اثنتين وتسعين ومائتين وكانت في أيام هؤلاء الأمراء أحداث نذكرها .
ففي سنة ثلاث وخمسين ومائتين كان ببلاد العدوة والأندلس قحط شديد نضبت منه المياه واستمر إلى سنة ستين .
وفي سنة أربع وخمسين كسف القمر كله من أول الليل حتى أصبح ولم ينجل .
وفي سنة ستين ومائتين عم القحط والغلاء جميع بلاد الأندلس والمغرب وإفريقية ومصر والحجاز حتى رحل الناس عن مكة إلى الشام ولم يبق بها إلا نفر يسير مع سدنة الكعبة ثم كان بالمغرب والأندلس وباء عظيم مع غلاء في الأسعار وعدمت الأقوات فهلك خلق كثير .
وفي سنة ست وستين ومائتين كانت بالسماء حمرة شديدة من أول الليل إلى آخره لم يعهد قبلها مثلها وذلك ليلة السبت لتسع بقين من صفر من السنة المذكورة .
وفي سنة سبع وستين ومائتين في يوم الخميس الثاني والعشرين من