@ 234 @ تلمسان بالقبض عليه فهرب وركب البحر من مرسى هنين إلى الأندلس فشاع بها أيضا خبره وتبعه من سفهاء الناس أمة عظيمة فبعث إليه ملك الأندلس فاستتابه فلم يتب فقتله وصلبه وهو يقول أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله $ الخبرعن دولة يحيى بن يحيى بن محمد بن إدريس $ $ لما توفي يحيى بن محمد الذي بنى مسجد القرويين في أيامه ولي الأمر من بعده ابنه يحيى بن يحيى بن محمد بن إدريس فاساء السيرة وكثر عيثه في الحرم ودخل على جارية من بنات اليهود في الحمام وكانت بارعة في الجمال فراودها عن نفسها فاستغاثت وبادر الناس إليها بالإنكار وثابت العامة عليه وتولى كبر ذلك عبد الرحمن بن أبي سهل الجذامي وكانت زوجة يحيى المذكور وهي عاتكة بنت علي بن عمر بن إدريس صاحب الريف والسواحل أشارت عليه بالاختفاء بعدوة الأندلس ريثما تسكن الفتنة فتوارى بها فمات من ليلته أسفا على ما صنع بنفسه وما وقع فيه من العار .
واستولى عبد الرحمن بن أبي سهل على فاس وقام بأمرها فكتبت عاتكة بنت علي إلى أبيها تعلمه بالخبر واستدعاه مع ذلك أهل الدولة من العرب والبربر والموالي فجمع حشمه وجيشه وجاء إلى فاس فاستولى عليها .
وانقطع الملك من عقب محمد بن إدريس وصار بعد هذا تارة يكون في عقب عمر بن إدريس صاحب الريف وتارة يكون في عقب القاسم بن إدريس الزاهد على ما نذكره