@ 212 @ .
( ما حيلتي في الهوى وما دوا كبدي % العطف يجرحها والهجر يبليها ) .
( إني خلعت عذاري فاعذروني في % حب الملاح فإن القلب يبغيها ) .
( فهل ملام على من صار ذا وله % بغاة سلبت عقلي معانيها ) .
( إذا بدت لأولي الألباب شمتهم % صرعى وطرحى جميعا في مغانيها ) .
( يا حسن ما حدثتني عندما عطفت % في شأن من ببعادي كان يغريها ) .
( قالت لك الوصل مني ليس يعقبه % هجر على رغم من يبغي لك التيها ) .
( تخال نطق لماها عندما نطقت % أخبار تاريخ الاستقصاء تمليها ) .
( ذاك الكتاب الذي فاقت صناعته % كل التواريخ بالإتقان عاديها ) .
( لله ما قد حوى من كل واقعة % يلهيك عن نغمة الألحان راويها ) .
( ومن محاسن أحوال تتوق لها الأسماع % من كل ذي لب يدانيها ) .
( ومن نوادر قد كانت لذي أدب % تود إذن العلا أن لو تحليها ) .
( أغنى وأقنى بأخبار مصححة % قد كان في المغرب الأقصى دواعيها ) .
( كم من فوائد قد كانت أوابد لم % تظفر بها به يستدعيك قاصيها ) .
( ما شئت من أدب غض ومن ملح % تشتاقها همم ترحو توافيها ) .
( فاعكف عليه ونزه في بدائعه % أبصار فكرك تستجني أمانيها ) .
( فإنه روضة أشجارها قصص % أزهارها حكم إن رمت تجنيها ) .
( أنهارها من معين ما به كدر % من كل معنى غدا للنفس شافيها ) .
( بل جنة جمعت آمال أنفسنا % وتستلذ بها أبصار رائيها ) .
( لا غرو حيث غدا مفتاح بهجتها % من فيه يرسل أعط القوس باريها ) .
( ذاك الأديب الأريب العالم العلم الهمام % غايته من ذا يجاريها ) .
( الناصري أبو العباس أحمد من % نال العلا واعتلى أعلى أعاليها ) .
( نقاد كل فنون العلم ليس له % بغيرها شغل دأبا يواليها ) .
( فكم أجاد وكم أسدى فوائدها % في كل قطر من الأقطار يوليها ) .
( أنسى إياسا بأفكار له وقدت % ترى شموس الهدي كشفا لباغيها ) .
( فهذه قبسة من نور عمله قد % مدت إليها أقاصي الأرض أيديها ) .
( نالت أشعتها الأيدي على بعد % كالشمس مع رفعها يبدو تدانيها )