@ 202 @ الله غازيا صحراء تافيلالت وقبائلها فخرج إليها من فاس عقب عيد الأضحى من السنة المذكورة فقضى الأوطار من تمهيد تلك الأقطار على ما ينبغي ثم كتب كتابا إلى ولاة المغرب يصف فيه الحال وما قاساه في تلك السفرة من الحل والارتحال فقال في كتابه بعد الافتتاح والطابع المشتمل على اسمه المبارك ما نصه وبعد فإن الله تعالى لما أقام عبده بمحض الفضل والاختيار وأورثه الأرض وعمر به الأقاليم والديار لم تكن لنا همة فيما عدا السعي في صلاح المسلمين وانتظام أمورهم وجمع كلمة المؤمنين ولم نأل في ذلك جهدا حتى يسر الله سبحانه قبل في الوصول إلى سائر قبائل رعيتنا السعيدة وتخللنا أراضيهم كلها بجيوش الله المصحوبة بالعناية المزيدة فلم نترك من الأقاليم إلا النزر الغير المعتبر أو ما كان في الوصول إليه إلا مجرد المشقة والضرر وتفقدنا من أحوالها الأمور وأجريناها على ما يرضي الله من الاستقامة في الورود والصدور وكان مما بقي علينا الوصول إليه هذه الأصقاع الصحراوية والمعاقل البربرية التي كان يفهم قبل أنها صعبة المرتقى عديمة وجوه الارتقا فاستخرنا الله تعالى وتوكلنا عليه وفوضنا الأمر كله إليه وعلمنا أنه تعالى إذا أراد أمرا هيأ له الأسباب وفتح إلى الوصول إليه المغالق والأبواب وكل شيء منه وإليه كما قال ابن عطاء الله في حكمه إذا أراد أن يظهر فضله عليك خلق ونسب إليك وما من نفس تبديه إلا وله فيك قدر يمضيه فنهضنا من حضرتنا العلية فاس المحمية واستقبلنا هذه النواحي البربرية ونصر الله وفتحه يواليان علينا في كل أوان ويتجددان ما تجدد الملوان ونعم الله لدينا متسابقة وتدبيرات قدرته الجلية لنا محكمة العقد متناسقة فجاوزنا بلاد آيت يوسي مرورا وعبرنا بلاد بني مكيلد عبورا ووجدناهم جميعا منقادين للطاعة أتم انقياد ملقين لجانبنا العالي بالله الرسن والمقاد واقفين مع النهي والأمر لم يتخلف عنهم في ذلك زيدهم ولا عمرو واستقبلنا بجيوش الله المنصورة وجنوده الموفورة قبيلة آيت أزدك الذين هم بيت القصيد وعتبة القصيد فسيقت إليهم من الله الهداية وطويت عنهم اعلام الضلالة والغواية وتلقونا بأوائل بلادهم خائفين وجلين ومن