@ 172 @ .
( فهو المنى لذوي الحجا وبغيتهم % وسيب يمناه مثل الزاخر العرم ) .
( يدني الأصول إلى نيل الوصول ويحيينا % بنعمته كالأرض بالديم ) .
( ما زال يحيى بها بلاد مغربنا % فاقرع بصدقك باب الجود تغتنم ) .
( واسلك سبيل الصفا تنل به شرفا % واقبل نصيحة من حباك واستقم ) .
( يا غاية القصد إني راغب طرب % مستمسك بجوار منك لم يضم ) .
( مولاي يا من مزاياه وأنعمه % في الناس أشهر من نار على علم ) .
( مولاي أنت الذي تغني الضعيف إذا % ما الدهر أفضى به لقبضة الهرم ) .
( بشراك إن الفرنج سوف يدركها % منكم صغار به تداس بالقدم ) .
( فأنت ذو مدد وهم ذوو نكد % وأنت ذو جذل وهم ذوو غمم ) .
( مولاي جد برضاك لي وخذ بيدي % واحرس جنابي به من سائر الألم ) .
( واجعل ثياب الرضى سترا علي ولا % يرى به حبل عروتي بمنفصم ) .
( فها أنا ذاك عند باب سيدنا % أرجو قبولا ووصلا غير منصرم ) .
( أبقاك ربك في عز ومكرمة % بالله أمرك نافذ على الأمم ) .
( أدامك الله منصور اللواء على % كل الأعادي ولا برحت في نعم ) .
وفي آخر هذه السنة ورد كتاب السلطان أيده الله باستدعاء صاحبنا أبي محمد بن خضراء المذكور آنفا لتوليته خطة القضاء بحضرة مراكش فامتثل ووفد على أمير المؤمنين أدام الله علاه بحضرته السعيدة من فاس المحروسة بالله فولاه القضاء بمراكش وسار إليها وهو الآن بها محمود السيرة حسن السريرة سدده الله وكلاه وقال في وفادته على الحضرة الشريفة قصيدة يمدح بها الجناب المولوي ونصها .
( لبيك دمت مؤيدا ومظفرا % ولك الكمال كما تشاء موفرا ) .
( وافى خديمك أمرك العالي الذي % في ضمنه إسعاده بين الورى ) .
( إذ خص دونهم بأشرف دعوة % يا سعد من أضحى بها مستبشرا ) .
( فأجاب مبتدرا إجابة صادق % لم يلهه أهل ولا حب الذرى ) .
( وطوى المراحل كي يحل بحضرة % يلقى بها وجه الأماني مسفرا )