@ 127 @ ذات أزهار مفترة وبنى رحمه الله فيها قصبة عامرة يأوي إليها الوكلاء والفلاحون وصارت آهلة بعد أن كانت بائدة غامرة .
ومن آثاره بعد ولايته أمر المؤمنين داره الكبرى بآجدال رباط الفتح والسور الكبير المحيط ببسيطها وجلب الماء إليها بعد أن صير عليها أموالا كثيرة وأحيى جامع السنة قربها وكان بائدا يعشش فيه الصدى والبوم وأقام فيه الصلوات الخمس والخطبة كل جمعة وأحيا المسجد الصغير هنالك المسمى بمسجد أهل فاس واعتنى به وزخرف سقوفه وانتهج الطريق من الدار المذكورة إلى الوادي أسفل من حسان تسهيلا على المارة وتقريبا عليهم ومنها أنه نقل طائفة من الجيش السوسي الذي بالمنشية وأوطنها حول الدار المذكورة بآجدال فاستطابوا المقام هناك وحسنت حالهم وانعمرت بهم تلك الناحية وهم الآن بهذا الحال ومنها بالدار البيضاء المسجد الجامع بالسوق وكان الصائر عليه من أحباس المسجد القديم وإنما السلطان رحمه الله أذن في بنائه بإشارة عاملها يومئذ أبي عبد الله محمد بن إدريس الجراري ومنها الحمام القديم الذي بها وكان الصائر عليه من بيت المال وأصلح رحمه الله أسوار الجديدة وأبراجها واعتنى بشأن الثغور وبعث من نوابه من يتفقد أحوالها ومنها بمراكش دار فابريكة السكر بآجدال منها صير عليها أموالا طائلة وجاءت على عمل متقن وهيئة ضخمة إلا أنها اليوم معطلة لقلة المادة ومنها دار فابريكة تزديج البارود بالمحل المعروف بالسجينة من مراكش أيضا ومن ذلك برج الفنار الذي على ساحل البحر بأشقار قرب طنجة يسرج فيه ضوء كثير يظهر للسيارة في البحر ليلا من مسافة بعيدة وصير عليه مالا له بال وكانت المراكب تنشب بذلك الساحل كثيرا إذ لم يكن لها علامة تهتدي بها في البحر ولما اتخذ السلطان رحمه الله هذا الفنار أمنت من تلك الآفة وله رحمه الله آثار كثيرة يطول ذكرها جعلها الله في ميزان حسناته ورفع بها في عليين درجاته