@ 67 @ .
الصفار التطاوني عقب قدومه إلى مراكش وفيها تم بناء البستيون العظيم بسلا الموضوع بالزاوية الشمالية منها على شاطىء البحر وكان الصائر عليه بأمر السلطان من أحباس المسجد الأعظم برباط الفتح خمسون ألف مثقال أو ما يقرب منها وفيها أيضا وقعت نادرة بفاس وهي أن الإمام كان يخطب يوم الجمعة بمسجد القرويين فسقط بالصف الثالث منه قطعة من الجبص المبني به السقف تزن نحو ربع قنطار ففر الناس الذين كانوا بذلك الصف فرآهم الذين من خلفهم ففروا لفرارهم فرآهم غيرهم ففعلوا مثلهم حتى تقوضت صفوف المسجد كلها وخرجوا يتسابقون إلى الأبواب ووقع عليها ازدحام شديد وجاوزت مقدمتهم سوق الشماعين وتركوا نعالهم ولبدهم وطيالسهم بل وقلانسهم وضاع من المصاحف والأجزاء ودلائل الخيرات ما لا يحصى كل ذلك وهم لا يدرون ما وقع وما تراجعوا إلا بعد حين $ ثورة إبراهيم يسمور اليزدكي بالصحراء $ .
لما كانت أواسط إحدى وسبعين ومائتين وألف ظهر إبراهيم يسمور اليزدكي بصحراء تافيلالت وكان السبب في ذلك أن برابرة الصحراء يومئذ كانوا حزيين حزب آيت عطة ولهم العزة والكثرة بذلك القطر وحزب آيت يفلمان وهم دون ذلك وكانت آيت عطة تؤذي الأشراف بتلك الناحية وتسيء جوارهم فقام إبراهيم هذا في آيت يفلمان وجنح إلى الأشراف وبالغ في إكرامهم والإحسان إليهم وصار يأمر قومه بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويذكر السلطان بخير ويحض قومه على طاعته حتى اشتهر بذلك القطر وكثر الثناء عليه واتفق أن حدث في أثناء ذلك بينهم وبين آيت عطة شنآن فزحف إليهم إبراهيم وأوقع بهم وقعة بعد العهد بمثلها فازداد قومه فيه محبة وغبطة وعلقت به آمال الأشراف وأحبوه لأن غلبة آيت عطة يومئذ كانت من الأمر الغريب وانضم إلى ذلك بسط يده بالعطاء للبعيد والقريب واتصل خبره بالسلطان وكان من طبعه رحمه الله محبة أهل الخير والجنوح لهم فأقبل عليه