@ 21 @ .
موطنين به إلى الآن وأما المهدي فإنه ذهب إلى السوس وانتهى إلى آيت باعمران من ولتيتة فنزل على مرابطها أبي عبد الله محمد آعجلي الباعمراني واستمر عنده ثلاث سنين وضاقت عليه الأرض بما رحبت ثم بعث من شفع له عند أمير المؤمنين فقبل السلطان شفاعته وجاء المهدي في قيده إلى أن دخل على السلطان بمراكش وبكى أمامه وتضرع فسامحه السلطان ثم بعثه إلى مكناسة فاجتمع بأولاده وبعد مدة يسيرة ولاه السلطان على إخوانه .
قال أكنسوس عاملهم بالإساءة فعادت محبتهم له عداوة وضجوا إلى السلطان منه فعزله ثم حج المهدي بإذن السلطان ورجع فولاه أيضا فلم يقبلوه ثم سجن ثم سرح وتقلبت به الأحوال وتأخرت وفاته إلى أوائل شوال من سنة ثلاث وتسعين ومائتين وألف في أول دولة سلطان العصر وإمام النصر أمير المؤمنين المولى الحسن بن محمد رضي الله عنه ولما تم فتح الزاوية المذكورة قال شعراء العصر في ذلك فمنهم الفقيه الأديب أبو عبد الله أكنسوس قال .
( بشائر لا تحيط بها الشروح % كأن سميعها فنن مروح ) .
( سقى ربع البشير بها غمام % يباكرها هتون أو يروح ) .
( تفديه المحافل وهو يشدو % فتوح في مضمنها فتوح ) .
( وتأمل أن تقبله الغواني % تذيل له المباسم أو تبيح ) .
( بشائر كاد يسمعها دفين % ويسري في الجماد بهن روح ) .
( شفى المولى المؤيد كل صدر % به من قبل وقعتها جروح ) .
( وأدرك ثار عصبته وأضحى % لعزة قدره شرف صريح ) .
( لقد حسم الفساد بكل أرض % فساد به لنا الدين السميح ) .
( وزر على زرارة كل خزي % تشق له المجاسد إذ تنوح ) .
( وقد كانت تصر على ازورار % وكانت لا ينهنهها قبيح ) .
( ومن كانت مراكبه جماحا % فسحقا حين تصرعه الجموح ) .
( أتيح لهم لحينهم جهول % غوى للضلال له جنوح )