@ 167 @ .
( فقد الإمام أبي الربيع المرتضى % جزعت لعظم مصابه الثقلان ) .
( وبكت عيون الدين ماء جفونها % وجدا عليه وكل ذي إيمان ) .
( لم نعى الناعون خير خليفة % وعرا الفؤاد طوارق الأحزان ) .
( مزقت ثوب تجلدي من فقده % ونثرت در الدمع من أجفاني ) .
( عجبا لموت غاله إذ لم يخف % فتك الملوك وسطوة السلطان ) .
( وسما لمنصبه المنيف ولم يهب % غضب الجنود وغيرة الأعوان ) .
( لو كان ينفع خاض فرسان الوغا % حرصا عليه مواقد النيران ) .
( وحموه بالنفس النفيسة إنما % يحمون روح العدل والإحسان ) .
( لكن قضاء الله حم فلا يرى % للمرء في دفع القضاء يدان ) .
( والموت مورد كل حي كأسه % وسوى المهيمن في الحقيقة فان ) .
( إن غاب عنا شخصه فلقد ثوى % فينا الثناء له بكل لسان ) .
( ومناقب ومفاخر ومآثر % شاعت له في سائر الأوطان ) .
( ومعارف وعوارف ووسائل % ومسائل قد أوضحت ومعاني ) .
( وبدور أولاد وآل قد قفوا % آثاره في العلم والعرفان ) .
( تخذوا الديانة والصيانة شرعة % وتقلدوا بصوارم الإيقان ) .
( أخلاقهم ووجوههم وأكفهم % كالزهر والأزهار والأمزان ) .
( إن حاربوا أبدوا شجاعة جدهم % أو خاطبوا أزروا على سحبان ) .
( من كل من جعل القرآن سميره % وسما بوصف العلم والتبيان ) ) .
( كم آية ظهرت له وكرامة % دامت دلائلها مدى الأزمان ) .
( قد كان أوحد دهره ولذاته % في العدل والتمكين والإحسان ) .
( قد كان عالم عصره وفريده % في الفهم والتحقيق والإتقان ) .
( قد كان فردا في البلاغة إن جرت % أقلامه بهرت بسحر بيان ) .
( من للعلى من بعده من للنهي % من للتقى وتلاوة القرآن ) .
( يا رمسه ما ذا حويت من العلى % وطويت من علم ومن عرفان )