@ 103 @ .
له نباهة وذكر في قبائل حاحة وما اتصل بها فقدم ابن عبد الصادق الصويرة على أنه قدم من حجه لا غير فأراح بمنزله ثلاثا ثم جاء إلى باب القائد وأظهر عبد الملك بن بيهي وأقام من جملة الأعوان في الخدمة المخزنية إذ تلك هي وظيفته وخف في خدمة القائد المذكور واعتمل في مرضاته وأظهر من النصح ما قدر عليه ولازم الباب ليلا ونهارا فكان عبد الملك لا يخرج إلا ويجده قائما محتزما على الباب كما قال مسلم بن الوليد في فتى بني شيبان يزيد بن مزبد بن زائدة .
( تراه في الأمن في درع مضاعفة % لا يأمن الدهر أن يدعى على عجل ) .
فلم يلبث أن حلى بعينيه وعظمت منزلته لديه فقدمه على الأعوان وعلى الحاشية حتى اتخذه صاحب رأيه وجعله عيبة سره وابن عبد الصادق في أثناء ذلك يحكم أمره مع إخوانه مسكينة وأهل آكادير سرا وأذنه صاغية لخبر السلطان متى يطأ بلاد الحوز فلما سمع بوصوله إلى دكالة واستيلائه على آزمور وتيط أفضى بأمر ولايته إلى خاصته وشيعته وواعدهم لمظاهرتهم إياه على أمره ليلة معلومة وعبد الملك لا علم له بما يراد به وكان ابن عبد الصادق فيما قيل قد أخذ عليه أنه إذا حدث أمر ولو ليلا يخرج إليه حتى يفاوضه فيما يكون عليه العمل فجاءه في تلك الليلة وقد هيأ جماعة من عبيد الصويرة الذين أعدهم للقيام معه وتركهم بحيث يسمعون كلامه إذا تكلم وقال لهم إذا سمعتموني أكلمه وأراجعه في القول فبادروه واقبضوا عليه ثم تقدم واستأذن على عبد الملك فخرج إليه وبينما هو يكلمه أحاط به العبيد وقبضوا عليه وعلى جماعة من أصحابه من حاحة الذين كانوا يخدمونه ولم يملكوهم من أنفسهم شيئا حتى أخرجوهم عن البلد في تلك الساعة ودفعوا لعبد الملك فرسه وأغلقوا الباب خلفه وصفا لهم أمر البلد ومن الغد جمع ابن عبد الصادق أهل الصويرة وقرأ عليهم كتاب السلطان بولايته عليهم فأذعنوا وأجابوا ولم يرق فيها محجمة دم ثم ورد الخبر عقب ذلك بدخول السلطان إلى مراكش واستيلائه عليها وبها تم له أمر المغرب وصفا له ملكه ولم يبق له فيها منازع وذلك بعد مضي خمس