@ 51 @ .
الهاشمي المذكور وعدد كبير من وجوه قومه وتركوا محلتهم بما فيها للبربر وعظم أمر هذا الدعي وشمخت أنوف قبيلته به وشرى ضلالهم ولما قدم السلطان إلى مكناسة بعث من قبض عليه وساقه إليه فقتله وأراح الناس من وساوسه وفي هذه السنة بعث السلطان ولده المولى عبد السلام لأداء فريضة الحج لأنه لم يكن أدرك الحلم عام حج مع أخيه المولى علي .
ثم دخلت سنة ثمان وتسعين ومائة وألف فيها غزا السلطان برابرة زمور وبني حكم فلما أظلهم قدومه انشمروا إلى شعاب تافودايت وتحصنوا بها فاحتال عليهم بأن قام عنهم وأوعز إلى آيت أدراسن وكروان أن يرصدوهم متى برزوا إلى الفضاء فلينهبوهم فلما توجه السلطان قافلا إلى مراكش خرجت زمور من شعابها فلم يرعهم إلا آيت أدراسن وكروان قد أحاطوا بهم فانتهبوا حللهم وتوزعوا أموالهم وتركوهم عالة يتكففون الناس $ ذهاب السلطان سيدي محمد بن عبد الله إلى تافيلالت وتمهيده إياها والسبب في ذلك $ .
كان الشريف المولى حسن بن إسماعيل عم السلطان مقيما بتافيلالت وكان آيت عطة وآيت يفلمان من برابرة الصحراء شيعة له فكان إذا حدث بينه وبين أشراف سجلماسة حادث استكثر بهم عليهم وحاربهم وربما قتل منهم وكان السلطان يبلغه بعض ذلك عنه فيسوءه إلا أنه كان يثقل عليه أن ينال عمه منه مكروه ولأنه كان مشغولا بما هو أهم فاستمر الحال إلى أن ترددت أشراف سجلماسة بالشكاية منه فلم يسع السلطان إلا زجره وقطع عادية بربره عن الأشراف فعزم على المسير بنفسه إلى سجلماسة وكان ابنه المولى يزيد يومئذ بالمغرب فلم يرد السلطان أن يتركه خلفه لئلا ينشأ عنه ناشيء فتنة فاحتال في إبعاده بأن وجهه إلى الحجاز لقضاء فريضة الحج