@ 27 @ .
وادي سبو فتولى أهل الغرب جر تلك المدافع والمهاريس إلى أن أوصلوها إلى وادي الدردار قرب تاجناوت ثم جرها أهل العرائش وقبائل حوزها إلى المدينة وكان يوم دخولها مهرجانا عظيما أخرجت فيه المدافع والمهاريس والبارود وتسابقت القبائل على الخيول ولعبوا بالبارود إلى المساء ثم رجع المولى يزيد ومن معه من الرؤساء والبحرية والطبجية إلى حضرة السلطان بمكناسة وقد تم الغرض المقصود $ إيقاع السلطان سيدي محمد بن عبد الله بآيت يمور أهل تادلا ونقلهم إلى سلفات والسبب في ذلك $ .
لما انقضى أمر العرائش تفرغ السلطان لقضاء ما كان قد بقي عليه من أمر الرعية فخرج من مكناسة إلى تادلا مضمرا الإيقاع بآيت يمور لما كان يبلغه عنهم من الفساد في الأرض فلم بلغها مكر بهم بأن أرسل إليهم يستنفرهم خيلا ورجلا وأراهم أنه يريد أن يذهب بهم في سرية هيأها لآيت ومالو فلما قدموا عليه أمر بعرض العساكر كلها ووقف رحمه الله بإزاء القصبة ثم عرضت عليه عساكر الجند ثم القبائل بعضها إثر بعض وكلما مرت عليه قبيلة أوقفها في ناحية عينها لها وكلما مر به جيش أوقفه كذلك حتى غصت الأرض بالخيل والرجل واستدارت من كل الجهات ولم يبق إلا آيت يمور فجاؤوا في آخر العرض ولما مثلوا بين يديه أمر أهل رحاه أن يرموهم بالرصاص على زناد واحد فأطلقوا عليهم شؤبوبا منه تساقط له عدد كثير وكان قد تقدم إلى العساكر المستديرة بهم أن ينفحوهم بالرصاص كلما قصدوا جهة من جهاتهم فكانوا كلما قصدوا ناحية طالبين الخلاص منها رماهم أهلها فتتساقط منهم العصبة الكبيرة إلى أن خلصوا من ناحية أهل دكالة بعد أن هلك منهم ما ينيف على الثمانمائة فأمر السلطان برؤوسهم فجزت وبعث بها إلى فاس فعلقت على الأسوار وأمر العساكر بنهب حللهم فانتسفوها وسيقت مواشيهم وخيامهم وأثاثهم وفر من أفلت منهم إلى جبل