@ 190 @ المولى المستضيء وحصاره بآصيلا حتى ينفيه عنها وكتب إلى ولده سيدي محمد بمراكش يأمره أن يبعث إليه من يخرجه منها ويكون معه القائد عبد الله السفياني في خمسمائة من الخيل فبعث إليه سيدي محمد رفيقه وابن عمه المولى إدريس بن المنتصر في مائة فارس وأمره أن يستصحب معه في طريقه عبد الله السفياني في خمسمائة من الخيل كما رسم له والده ويضيقوا على المولى المستضيء بآصيلا حتى يخرجوه منها فمضى المولى إدريس والسفياني حتى نزلا عليه وحاصراه فخرج إليهما وراود ابن أخيه المولى إدريس على الإفراج عنه وتركه وشأنه واعتذر إليه بأن السلطان أذن له في سكنى آصيلا وأعطاه مستفاد مرساها ينتفع به فلم يقبل المولى إدريس منه ولم يزل به حتى أخرجه واستولى على ما وجد بداره من مال وأثاث وسلاح وبارود وغير ذلك فساقه إلى عمه السلطان المولى عبد الله .
وأما المولى المستضيء فإنه لما خرج من آصيلا سار إلى فاس فنزل بضريح الشيخ أبي بكر بن العربي رضي الله عنه وقدم ولده إلى السلطان المولى عبد الله يشكو له ما فعل به ولده سيدي محمد من تجهيز العساكر إليه ونفيه عن آصيلا فكان من جواب السلطان أن قال له قل لأبيك ذاك لا سبيل لي عليه هو أعظم شوكة مني ومنك فسر إلى بلاد أبيك وجدك وأرح نفسك من التعب والموت قريب مني ومنك فلما بلغه كلام السلطان لم يسعه إلا التوجه إلى مدينة صفرو بعد أن ترك عياله بدار الشريف المولى التهامي بالجوطيين من فاس ونزل هو بدار الإمارة من صفرو ولما قدم المولى إدريس بن المنتصر على السلطان بمال المولى المستضيء وأثاثه قبض السلطان البارود والسلاح ورد الباقي وأرسل إلى عامل فاس يأمره أن يكتب إلى المولى المستضيء ليبعث وكيلا يحوز إليه متاعه فكتب إليه فبعث من حاز ماله وأثاثه ودفعه إلى عياله بدار المولى التهامي وكان المولى المستضيء لما اطمأنت به الدار بصفرو بعث إلى أعيان آيت يوسي على ما