@ 169 @ بايعته ودخلت في دعوته فتقدم السلطان المولى عبد الله حتى نزل بوادي الزات فقدمت عليه هنالك عرب الرحامنة وزمران وسائر أهل الحوز وكانوا متمسكين بطاعته فنزلوا معه بالوادي المذكور وعاثت العساكر في بلاد مسفيوة وأوسعوها نهبا وتخريبا والحرب في ذلك كله قائمة مع المولى المستضيء على ساق إلى أن صار وادي الزات أخرب من جوف حمار ثم انتقل السلطان إلى وادي كجي فعاثت فيه العساكر على عادتها وعجز أهل الدفاع فهدمت حصونهم وحرقت قراهم وقطعت أشجارهم وصار وادي كجي أوحش من وادي الزات فطلبوا الأمان وأعلنوا بالطاعة وجاؤوا مستشفعين بصبيانهم فقال لهم السلطان على شرط أن تأتوا بالمستضيء فقالوا إنه قد فر بالأمس ولو كان عندنا لأتيناك به فقبلهم وعفا عنهم ثم جاء أهل دكالة بنسائهم وذراريهم وقالوا هذه نساؤنا وأولادنا لك وأما المال فقد ذهب وما عندنا ما نقتاته فافعل بنا ما بدا لك فعفا عنهم وأذن لهم في الرجوع إلى بلادهم وكان ذلك أواخر سنة سبع وخمسين ومائة وألف .
ولما دخلت سنة ثمان وخمسين بعدها ارتحل عن بلاد مسفيوة ونزل بقصبة آلصم بإشمام الصاد زايا وبها قدم عليه وفد من مراكش كما يأتي .
وأما المولى المستضيء فإنه لما فر من مسفيوة قدم مراكش وحاول الدخول إليها فصده أهلها عنها ورفضوا دعوته وأعلنوا بنصر السلطان المولى عبد الله بمرأى منه ومسمع فلم يبق له حينئذ بمراكش مطمع وكان أخوه المولى الناصر قد مات يومئذ فأخرجوا إليه أثاثه فتسلمه منهم وكر راجعا إلى بلاد الفحص فلم يزل تلفظه أرض إلى أرض إلى أن احتل بطنجة قانعا من الغيبة بسلامة المهجة وسيأتي تمام خبره بعد إن شاء الله