@ 158 @ .
وفي ربيع الأول من السنة المذكورة زحف المولى المستضيء في جيش العبيد إلى فاس وعسكر بظهر الزاوية خارجها ففر السلطان المولى عبد الله من دار الدبيبغ إلى آيت دارسن ومن الغد هاجت الحرب بين العبيد وبين الودايا وأهل فاس والحياينة وشراقة وأولاد جامع وهلك فيها من الفريقين عدد كثير وفي رابع ربيع الثاني قدم السلطان المولى عبد الله يجر أمم البربر خلفه من زمور وبني حكم وجروان وآيت آدراسن وآيت ومالو في عدد لا يحصيهم إلا خالقهم وفي شارة من اللباس وشكة من السلاح تسر الصديق وتسوء العدو .
ولما عاين المولى المستضيء وعبيده تلك الجموع وعلموا أنهم لا طاقة لهم بحربهم اتخذوا الليل جملا وأسروا إلى مأمنهم ونجوا بأنفسهم واصبحت الديار منهم بلاقع فسر الناس بذلك وشكروا الله على انفضاض تلك الجموع بلا قتال .
وفي سادس جمادى الأولى من السنة توفيت أم السلطان الحرة خناثى بنت بكار المغفرية رحمها الله وكانت فقيهة أديبة ودفنت بقبور الأشراف من فاس الجديد .
وفي جمادى الثانية منها حدثت فتنة بفاس بين الحاج عبد الخالق عديل والشريف المولى أبي عبد الله محمد الغالي الإدريسي فشكاه عديل إلى السلطان فأمر بالقبض عليه فعاذ الشريف بضريح جده رضي الله عنه فألزم السلطان أهل فاس إخراجه فضيقوا عليه إلى أن طلب الأمان فأمنوه وساقوه إلى السلطان فوبخه ثم ضربه وسجنه ثم أمر أهل فاس بقتل أصحابه فقتلوهم