@ 134 @ .
الودايا إلى فاس الجديد وانضموا إلى إخوانهم الذين بها وتفرق غيرهم بمدينة مكناسة ولم تمض عشرة أيام حتى صارت مدينة الرياض كدية من التراب ولم يبق بها إلا الأسوار قائمة الإشخاص والجدران مائلة للعيان والأمر لله وحده .
قالوا وفي هذه السنة بعث السلطان المولى عبد الله بعثا مع القائد أبي عمران موسى الجراري إلى بعض الجهات وكانوا نحو ثلاثمائة فلما قدموا عليه قتله وقتل أصحابه معه وقدم عليه أيضا وفد من عند الباشا أحمد بن علي الريفي في مثل هذا العدد من طنجة ومعهم هدية الباشا المذكور فقتلهم فكان قتلهم سبب نفرة أحمد بن علي عنه وسعيه في إفساد دولته وقتل أيضا من قبيلة حجاوة مائتي رجل على دعوى قطع الطريق ببلادهم ولما أمر بقتلهم وأخرجوا إلى المحل المعد لذلك خرج النظارة والبطالون من أهل البلد للفرجة عليهم بباب البطيوي فبينما هم كذلك إذا بالسلطان قد برز من الباب ولما رأى اجتماع الناس قصد نحوهم فلما رأوه فروا إلى كهف هناك قريب فاختفوا فيه فأتى السلطان حتى وقف على باب الكهف وكان من قربه أكوام من حجر أعدت للبناء بها فأمر الأعوان من المسخرين بوضع أسلحتهم وردم باب الكهف بذلك الحجر مع التراب ففعلوا وهلك ذلك الجمع الكثير غما ولم يوقف لهم بعد على خبر ولا عرف لهم عدد ولما صدرت منه هذه الأفعال الشنيعة عفا الله عنه كتب إليه أهل الديوان من مشروع الرملة ينكرون عليه قتله للمسلمين دون موجب فبعث إليهم بالراتب وأمرهم بالتهيؤ لغزو أهل فازاز فشغلهم بذلك .
وفي هذه السنة بعث محمد بن علي بن يشي الزموري القبلي واليا على فاس وقال له خذ منهم المال واطرحه في وادي أبي الخراريب ولا تتركه لهم فما أطغاهم إلا المال حتى استخفوا بأمر الملك فقدم محمد بن علي المذكور فاسا ونزل بدار أبي علي الروسي بالمعادي وعين من كل حومة نقيبا