@ 123 @ .
السلطان القائد اليديني قائد الرماة المسجونين بمكناسة وأمره أن يعرض عليهم الدخول في الطاعة ويسرح لهم إخوانهم المسجونين وحمله كتابا إليهم يتضمن ذلك وغيره فلما فرغ القائد المذكور من قراءة كتاب السلطان عليهم وثبوا عليه فقتلوه ثم جروه برجله وصلبوه على التوته التي بحومة الصفارين ثم وثبوا على الحاج الخياط عديل فقتلوه على باب داره وخرج الشريف أبو محمد عبد الله بن إدريس الإدريسي في كتيبة من الخيل والرماة إلى زواغة فأغار على سرح الودايا واستاق من البقر والغنم شيئا كثيرا فدخل به فاسا وبيع بأبخس ثمن وتوزعته الأيدي فبيعت البقرة بست موزونات والشاة بموزونة على ما قيل وهاجت الحرب بين أهل فاس والودايا ثم نهض السلطان المولى أحمد فاتح محرم من سنة إحدى وأربعين ومائة وألف في عسكر العبيد وودايا مكناسة فزحف إلى فاس ونزل عليها ثاني يومه ونصب عليها المدافع والمهاريس وآلات الحصار وانشلى العسكر على بساتينها وبحائرها فانتسفوا ثمارها واجتاحوا غللها وأمر الطبجية بموالاة الكور والبنب والحجارة عليها ليلا ونهارا ففعلوا ودام ذلك إلى أن عمها الخراب وتهدم الكثير من دورها وهلك عدد وافر من رجالها بعضهم في القتال وبعضهم بالهدم والحجارة واستمر الحصار نحو خمسة أشهر فضاق بهم الحال وضعفوا عن القتال وقلت الأقوات وارتفعت الأسعار فأذعنوا للطاعة وصالحوا المولى أحمد على إسلام أخيه المولى عبد الملك إليه وتمكينه منه على الأمان فبعث السلطان المولى أحمد إلى أخيه المولى عبد الملك يخيره بين التغريب إلى سجلماسة والمقام بالحرم الإدريسي فاختار المقام بالحرم .
ثم إن السلطان تقدم إلى أهل فاس في أن لا يجتمع أحد منهم بأخيه ولا يجالسه ولا يكلمه ولا يبيع من أحد من أصحابه شيئا ولا يشتري منه ومن فعل شيئا من ذلك فإنه يعاقب فلما رأى المولى عبد الملك ما عامله به أخوه من التضييق بعث ولده إلى العبيد يطلب منهم أن يؤمنوه ويخرج معهم إلى