@ 100 @ .
كبير ضرر للدولة بخلاف المستنصر العبيدي فإنه ولي وهو ابن سبع سنين فكان في صدر دولته تحت الاستبداد وحدث في أيامه الغلاء العظيم .
قال ابن خلكان وهو غلاء لم يعهد مثله بمصر منذ زمان يوسف عليه الصلاة والسلام واستمر سبع سنين أكل الناس فيها بعضهم بعضا وبيع رغيف واحد بخمسين دينارا وكان المستنصر في هذه الشدة يركب وحده وكل من معه من الخواص مترجلون ليس لهم دواب يركبونها وكانوا إذا مشوا يتساقطون في الطرقات من الجوع إلى غير ذلك فلذا قلنا لا يستوي حال ملك المولى إسماعيل وملك المستنصر رحمهما الله .
ولما كانت سنة تسع وثلاثين ومائة وألف مرض أمير المؤمنين المولى إسماعيل مرض موته قال في نشر المثاني كان ابتداء مرضه في ثاني يوم من جمادى الأولى من السنة المذكورة ولما أحس بالضعف بعث إلى ولده المولى أحمد صاحب تادلا يستقدمه فقدم عليه وأقام ثلاثا ثم اخترمته المنية رحمه الله يوم السبت الثامن والعشرين من رجب سنة تسع وثلاثين ومائة وألف وتولى غسله الفقيه أبو العباس أحمد بن أبي القاسم العميري وصلى عليه الفقيه العلامة أبو علي الحسن بن رحال المعداني ودفن بضريح الشيخ المجذوب رضي الله عنه من حضرة مكناسة .
قال في البستان كان السلطان المولى إسماعيل قد عهد بالأمر إلى ولده المولى أحمد المذكور وكان يعبر عنه بولي العهد وأنكر أكنسوس أن يكون السلطان المذكور قد عهد لأحد من أولاده قال كما أخبرنا بذلك السلطان العالم المولى سليمان بن محمد رحمه الله مرارا وكان يحكى في ذلك خبرا وهو أن المولى إسماعيل لما أيقن بالموت دعا وزيره وعالم حضرته الكاتب أبا العباس اليحمدي وقال له إني في آخر يوم من أيام الدنيا فأحببت أن تشير علي بمن أقلده هذا الأمر من ولدي لأنك أعرف بأحوالهم مني فقال له يا مولانا لقد كلفتني أمرا عظيما وأنا أقول الحق أنه لا ولد لك تقلده أمر المسلمين كان لك ثلاثة المولى محرز والمولى المأمون والمولى محمد فقبضهم الله إليه فقال له السلطان جزاك الله خيرا وودعه