@ 42 @ .
بعضها من العرب وبعضها من البربر أنفا من ولاية الترك فقبلهم فمن العرب أشجع وبنو عامر ومن البربر مديونة وهوارة وبنو سنوس فأمر رحمه الله ببناء القصبة الجديدة بفاس بديار لمتون وعرصة ابن صالح وبذل لأصحابه وقواده ألف مثقال لبناء سورها وأمرهم ببناء الدور فيها وأعطى شراقة هؤلاء ألف دينار لبناء قصبة الخميس بعد أن كان أنزلهم أولا بأحواز فاس فحصل منهم الضرر لأهل المدينة وشكوهم فأمرهم بالانتقال بحلتهم إلى بلاد صدينة وفشتالة بين النهرين سبو وورغه وأقطعهم تلك الأرض وعزل عزابهم وأمرهم ببناء بيوتهم على حدة ثم أعطاهم ألف دينار لبناء سور القصبة كما قلنا وجعلهم قبيلة واحدة فلم تتميز الآن عربهم من بربرهم ثم خرج المولى الرشيد رابع رمضان من السنة لزيارة الشيخ أبي يعزى رضي الله عنه ومنه ذهب إلى سلا فزار صلحاءها وعاد إلى فاس فدخلها منسلخ رمضان المذكور .
ثم دخلت سنة اثنتين وثمانين وألف في صفر منها بعث خيلا للجهاد على طنجة وفي منتصف جمادى الأولى بعث خيلا أخرى إلى السوس وعليهم أبو محمد عبد الله آعراس ثم خرج إلى الصيد بتافرطاست فبلغه هنالك خبر ثورة ابن أخيه المولى محمد بن محمد بمراكش فرجع إلى فاس فدخلها يوم السبت حادي عشر رمضان ثم خرج منها عصر يومه ذلك فلقيه ابن أخيه بفزارة مقبوضا عليه بيد أصحابه فبعث به إلى تافيلالت وسار هو إلى مراكش وبعث قائده زيدان العامري إلى فاس في ذي القعدة ليأتيه بالجيش لغزو السوس فأتاه أهل السوس طائعين ولم يبق للحركة محل بعد أن كانت الأخبية قد أخرجت إلى وادي فاس وضربت به فاستقرت قواعد الملك للمولى الرشيد وتمهدت أمور الدولة والله غالب على أمره