@ 37 @ .
قال لهم ما هذا إن قال لكم حسبكم فحسبكم يريد الله تعالى قال اليوسي وهذا كلام عجيب وإليه يساق الحديث والمعنى إن قال الله تعالى لكم حسبكم من الدنيا فكفوا راضين مسلمين اه وكان استيلاء المولى الرشيد على الزاوية في ثامن المحرم سنة تسع وسبعين وألف ولما خرج إليه أهلها عفا عنهم ولم يرق منهم دما ولا كشف لهم سترا حلما وكرما منه رحمه الله قال في النزهة لما وقعت الهزيمة على أهل الدلاء دخل المولى الرشيد الزاوية وأمر بمحمد الحاج وأولاده وأقاربه أن يحملوا إلى فاس ويسكنوا بها فحملوا إليها واستوطنوها مدة ثم أمر أن يذهب بهم إلى تلمسان فغربوا إليها وسكنوها مدة .
وحدثوا أن محمدا الحاج رحمه الله لما دخل تلمسان قال كنت وجدت في بعض كتب الحدثان أني أدخل تلمسان فظننت أني أدخلها دخول الملوك فدخلتها كما ترون ولم يزل بها إلى أن توفي فاتح سنة اثنتين وثمانين وألف ودفن عند ضريح الإمام السنوسي رضي الله عنه ولما توفي المولى الرشيد رجع أولاده وأقاربه إلى فاس فاستوطنوها بإذن من السلطان المظفر المولى إسماعيل ولما دخل المولى الرشيد الزاوية غير محاسنها وفرق جموعها وطمس معالمها وصارت حصيدا كأن لم تغن بالأمس بعد أن كانت مشرقة إشراق الشمس فمحت الحوادث ضياءها وقلصت ظلالها وأفياءها وطالما أشرقت بأبي بكر وبنيه وابتهجت وفاحت من شذاهم وتأرجت ارتحل عنها فرسان الأقلام الذين ينجاب بوجوههم الظلام وبانت عنها ربات الخدور وأقامت بها أتافي القدور ولقد كان أهلها يعفون آثار الرياح فعفت آثارهم وذهبت الليالي بأشخاصهم وأبقت أخبارهم فثل ذلك العرش وعدا الدهر حين أمن من الأرش ولم يدفع الرمح ولا الحسام ولم تنفع تلك المنن الجسام فسحقا لدنيا ما رعت لهم حقوقا ولا أبقت لهم شروقا وهي الأيام لا تقي من تجنيها ولا تبقي على مواليها ومدانيها