@ 35 @ .
ما بينهما فكان الدريدي يشن الغارات على قبائل البربر الذين بأحواز مكناسة وغيرها ويأتي بالنهب والطبل يقرع عليه إلى أن يدخل دار الإمارة واستمر على ذلك إلى أن اقتحم عليه المولى الرشيد فاسا كما قلنا ففر إلى منجاته وقال في النزهة بل قتله المولى الرشيد وسكن هيعة فاس الجديد ومن الغد زحف إلى فاس القديمة فحاصرها وقاتلها فضعفوا عن مقاومته وفر رئيس اللمطيين ابن الصغير وولده ليلا إلى بستيون باب الجيسة ولما طلع الفجر فر أيضا رئيس عدوة الأندلس أحمد بن صالح فرأى أهل فاس أن أمرهم قد ضعف وكلمتهم قد افترقت فخرجوا إلى المولى الرشيد وبايعوه واجتمعت كلمتهم عليه فبعث في طلب ابن صالح فوجد بحوز المدينة فجيء به وسجن بباب دار ابن شقراء لفاس الجديد ثم قتل وقتل معه عدة من أصحابه ثم قبض على ابن الصغير وولده وبعد سبعة أيام أمر السلطان بقتلهما فقتلا واستقام أمر فاس وصلحت أحوالها قال في النزهة افتتح أمير المؤمنين المولى الرشيد فاسا القديمة فحكم السيف في رؤسائها وأفناهم قتلا فتمهدت البلاد واجتمعت الكلمة وكان دخوله حضرة فاس القديمة صبيحة يوم الاثنين أوائل ذي الحجة سنة ست وسبعين وألف وبويع بها يومه ذلك ولما تمت له البيعة أفاض المال على علمائها وغمرهم بجزيل العطاء وبسط على أهلها جناح الشفقة والرحمة وأظهر إحياء السنة ونصر الشريعة فحل من قلوبهم بالمكان الأرفع وتمكنت محبته من قلوب الخاصة والعامة ا ه .
وولي قضاء فاس السيد حمدون المزوار ثم خرج إلى بلاد الغرب فقصد الخضر غيلان الثائر ببلاد الهبط وكان بقصر كتامة فزحف إليه المولى الرشيد فانهزم الخضر إلى آصيلا ورجع المولى الرشيد عنه إلى فاس أوائل ربيع الأول سنة سبع وسبعين وألف فكتبت له البيعة بفاس وقرئت بين يديه قبل زوال يوم السبت الثامن عشر من ربيع الأول المذكور ثم في شهر ربيع