@ 14 @ .
الشريف وأبي حسون من الصداقة والوصلة مالوا بكليتهم إلى أبي حسون وخدموه بأنفسهم وأولادهم وأظهروا له النصح وصدق المحبة طمعا في استفساده على المولى الشريف إذ كان ظاهرا عليهم به فلم يزالوا يسعون في ذلك إلى أن أظلم الجو بينهما واستحكمت العداوة وتوفرت دواعيها ولما رأى ابنه المولى محمد بن الشريف ذلك اهتبل الغرة في أهل تابوعصامت وخرج ليلا في نحو مائتين من الخيل مظهرا أنه قاصد لبعض النواحي ثم كبسهم على حين غفلة وتسور عليهم حصنهم فما راع أهل تابوعصامت إلا المولى محمد في جماعة قد وضعوا السيف فيهم وحكموه في رقابهم فلم يكن عندهم دفاع واستمكن منهم واستولى على ذخائرهم وشفى صدر أبيه مما كان يجده عليهم ولما انتهى الخبر بذلك إلى أبي حسون حمى أنفه واشتد غضبه وكتب إلى عامله بسجلماسة واسمه أبو بكر يأمره أن يحتال على المولى الشريف حتى يقبض عليه ويبعث إليه به حبيسا فامتثل أمره وتقبض على المولى الشريف غدرا بأن تمارض ثم استدعاه لعيادته والتبرك به ثم قبض عليه وبعث به إلى السوس فاعتقله أبو حسون في قلعة هنالك مدة إلى أن افتكه ولده المولى محمد بمال جزيل وعاد المولى الشريف إلى سجلماسة في خبر طويل وكان ذلك كله في حدود سنة سبع وأربعين وألف .
قال في البستان وأعطى أبو حسون المولى الشريف وهو معتقل عنده جارية مولدة من سبي المغافرة كانت تخدمه قال وهي أم المولى إسماعيل وأخيه المولى مهدي اه .
ولست أدري ما مراده بهذا فإن كانت الجارية نسيبة في المغافرة فهي حرة فيكون المولى الشريف قد وطئها بعقد النكاح وهذا هو الذي يغلب على الظن بدليل أن السلطان الأعظم المولى إسماعيل رحمه الله لما عزم على جمع جيش الودايا قال لهم أنتم أخوالي إشارة إلى هذا الصهر كما سيأتي وإن كانت مملوكة لهم ثم صارت إلى أبي حسون فالوط ء حينئذ كان