@ 9 @ .
ومما ضمنه أهل الأندلس في رسائلهم القصيدة الآتية في مدح المولى علي وصاحبه الفاضل أبي عبد الله محمد بن إبراهيم العمري وحثهما على إجابتهم وهي من إنشاء الفقيه أبي فارس بن الربيع الغرناطي يقول فيها .
( أيا راكبا يطوي المفاوز والقفرا % رشدت ولقيت السلامة والخيرا ) .
( ترحل وجد السير يوما وليلة % وسافر تجدها في مطالعها زهرا ) .
( تحمل رعاك الله مني إلى الحما % تحية مشتاق تهيجه الذكرا ) .
( وأم ديار الحي من سجلماسة % فتلك ديار تجمع العز والفخرا ) .
( وسلم على تلك الديار وأهلها % سلام محب لم يطق عنهم صبرا ) .
( فعندي لهم حب جرى في مفاصلي % ومازج مني العظم والدم والشعرا ) .
( فتلك بقاع الدين والخير والهدى % فكم من تقي في سماها سما بدرا ) .
( هم القوم لا يشقى بهم جلساؤهم % يضوع عبير الزهر من بينهم نشرا ) .
( وقل يا أهيل القبلة السادة الأولى % إذا ما دعوا في حادث أسرعوا النفرا ) .
( وخص سليل الهاشمي ابن صهره % علي الذي يعلو على زحل قدرا ) .
( أبا الحسن المولى الشريف الذي به % على الغرب شمس النصر طبقت الصحرا ) .
( ولاحت بآفاق القلوب عجائب % بها سلب الألباب تحسبها سحرا ) .
( هو الصقر مهما اهتز كل مجلجل % هزبر إذا ما انشب الناب والظفرا ) .
( هو الغوث إن دارت رحى الحرب للقا % وغيث إذ ما المزن ما أرسلت قطرا ) .
( أغار على الأعلاج فاجتاح جمعهم % وجد لهم قتلا وشددهم أسرا ) .
( بطنجة قد طاب الممات لزمرة % بنصرتها ترجو من الملك الأجرا ) .
( دعاها بأقصى السوس قوم فأسرجوا % من الصافنات الجرد لم يأخذوا الحذرا ) .
( فهبت ركاب القوم والشمس أشرقت % وأرهق جيش الله أعداءه خسرا ) .
( ولا عجب أن الألى هو منهم % ليوث الشرى قد أوسعوا مرحبا شرا ) .
( أجر جارك اللهفان من غمراته % أبا حسن وانصر جزيرتك الخضرا ) .
( وناد أبا عبد الإله خليلكم % به تجلب السراء في حادث الضرا ) .
( سليل أبي إسحاق أكرم به أبا % لقد خلف الفرع الزكي الرضي البرا ) .
( أليس الذي لبى نداء أهل طنجة % وجمع أهل الغرب من حينه طرا )