@ 108 @ أبي بكر الشباني ثم الحريزي كما سيأتي .
وكان مقتل السلطان أبي العباس رحمه الله سنة تسع وستين وألف كذا في النزهة والذي في نشر المثاني أنه قتل سنة خمس وستين وألف والله أعلم بغيبه .
قال اليفرني رحمه الله وقد أذكرتني هذه الفعلة قول المولى محمد بن الشريف في قصيدته السابقة .
( أما الشبانة فاحذرن من غيها % لا بد تغدر بالأخير وتخذل ) .
فإن الأمر وقع كما قال مع أن المولى محمد بن الشريف كتب بالقصيدة المذكورة للسلطان محمد الشيخ في سنة تسع وخمسين وألف وغدر الشبانات للسلطان أبي العباس كان سنة تسع وستين وألف ولعل المولى محمد بن الشريف تلقى ذلك من بعض أهل الكشف أو نحوهم فإن كلامه كثيرا ما يقع فيه مثل هذا وبمهلك السلطان أبي العباس رحمه الله انقرضت دولة السعديين من آل زيدان وانهار جرفها وانطوى بساطها وسبحان من لا يبيد ملكه ولا يزول سلطانه لا إله إلا هو العزيز الحكيم $ الخبر عن دولة الشبانات بمراكش وأعمالها وما آل إليه أمرها من دثورها واضمحلالها $ .
لما قتل السلطان أبو العباس أحمد بن محمد الشيخ بن زيدان في التاريخ المتقدم ثار كبير حي الشبانات بمراكش من عرب معقل وهو الرئيس عبد الكريم بن القائد أبي بكر الشباني ثم الحريزي وحريز فخذ منها هي النبعة والصميم فيها وعبد الكريم هذا يعرف عند العامة بكروم الحاج فدخل مراكش ودعا الناس إلى بيعته فبايعوه بها سنة تسع وستين وألف وانتظمت له مملكة مراكش ونواحيها وسار في الناس سيرة حميدة وكان