@ 90 @ $ مقتل أبي عبد الله العياشي رحمه الله والسبب فيه $ .
قدمنا أن أهل الأندلس بسلا تحزبوا على أبي عبد الله العياشي ورموه عن قوس واحدة وأنه كان قد اطلع على خبثهم ونصحهم للكفر وأهله وأنه استفتى العلماء فيهم فأفتوه بإباحة قتال من هذه صفته فأطلق فيهم السبيل أياما فقتل من وجد منهم وهرب أكثرهم فهربت طائفة منهم إلى مراكش وهربت طائفة إلى الجزائر وأخرى إلى النصارى وفرقة إلى زاوية الدلاء فجاء أهل الدلاء يشفعون في أهل الأندلس فأبى أبو عبد الله أن يقبل فيهم الشفاعة وقال إن الرأي في استئصال شأفتهم فلما رأى أهل الدلاء امتناعه ورد شفاعتهم غضبوا لذلك وأجمعوا على حربه ومن قبل ما كانت القوارص تسري منهم إليه يدل على ذلك الرسالة التي كتب بها الشيخ أبو عبد الله محمد بن أبي بكر الدلائي إلى أبي عبد الله العياشي ونصها الحمد لله الحليم العفو الرؤوف المنزه عن صفات من وصف بها مؤف و صلى الله عليه وسلم مدينة العلم المسورة بسور السماحة والحلم وعلى ساداتنا آله وصحبه وكل من انتظم في سلك أتباعهم من أهل حزبه هذا وإن المجلى بنور طلعته ظلم الظلم والفساد المحلي خزائن المعالي بموجبات النفاق على حين الكساد المستوطن حبه بسويداء الفؤاد من ألقت إليه المكارم أزمة الانقياد وصلحت به بحمد الله العباد والبلاد حوطة الإسلام وحمايته وخديم الدين المحمدي وكفايته سيدي محمد بن أحمد العياشي المحمود الأوصاف بشهادة من يعد من أهل الإنصاف زاده الله من المكارم أعلاها ومن نفائس درر المجد أغلاها وتوجه بتاج الكرامة والرضى وأمده بدائم مدده السرمدي حتى يرضى وسلم جنابه القدسي العلمي العملي المرابطي المجاهدي من جميع البلايا وأتحفه من تحفه الفاضلة الوهبية بأعلى المزايا وأهدى إليه من طيب بركاته ورحماته ما يرضاه دينه العلمي لحماته قد شهدنا على أنفسنا بالإقرار بفضله علينا وأن ما يسره يسرنا وما