@ 73 @ السلطان وضرب سكته وفي ثالث عشر شوال من السنة عدا على ابن عمه محمد بن الشيخ المعروف بزغودة فقتله غدرا بالقصبة ولما كان الحادي عشر من ذي الحجة سنة سبع وثلاثين وألف أخذ أحمد المذكور وسجن بفاس الجديد على يد قائدهم عبو وباها وبقي مسجونا سبع سنين ثم خرج من السجن مستخفيا بين نساء في سابع رجب سنة أربع وأربعين وألف وأعلن العامة بنصره ولم يتم له أمر ثم توفي قتيلا في الرابع والعشرين من ذي القعدة سنة إحدى وخمسين وألف رمي برصاصة من بعض العامة فكان منها حتفه وذلك بفاس الجديد ولم يتم له أمر $ ظهور أبي عبد الله العياشي بسلا ومبايعة أكابر عصره له على الجهاد والقيام بالحق $ .
قد تقدم لنا انتقاض أندلس سلا على السلطان زيدان وقتلهم مولاه عجيبا فبقيت سلا فوضى لا والي بها فكثر النهب وامتدت أيدي اللصوص إلى المال والحريم وسيدي محمد العياشي ساكت لا يتكلم وكثرت الشكايات من التجار والمسافرين بمخافة السبل وقطع الطرقات فأهرع الناس إلى أبي عبد الله المذكور من كل جانب وكثرت وفوده وأشرقت في الجو السلاوي أنواره فشمر عن ساعد الجد وأظهر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
ولما طالبه الناس بالتقدم عليهم والنظر في مصالح المسلمين وأمور جهادهم مع عدوهم أمر أشياخ القبائل وأعيانها من عرب وبربر ورؤساء الأمصار أن يضعوا خطوطهم في ظهير بأنهم رضوه وقدموه على أنفسهم والتزموا طاعته وأن أي قبيلة خرجت عن أمره كانوا معه يدا واحدة على مقاتلتها حتى تفيء إلى أمر الله فأعطوا بذلك خطوطهم في ظهير وأنهم رضوه وقدموه على أنفسهم ووافق على ذلك قضاة الوقت وفقهاؤه من تامسنا إلى تازا