@ 25 @ التضييق على نصارى الجديدة وكانوا يومئذ قد أمر أمرهم ففرح بذلك قائد آزمور ولم يزل الأمر على ذلك إلى أن توفي قائد الفحص والبلاد الآزمورية فسأل السلطان زيدان عمن يليق بتولية ذلك الثغر فقيل له سيدي محمد العياشي فكتب إليه بالتولية فقبل ونهض بأعباء ما حمل من ولاية الفحص وجهاده .
وكانت له مع نصارى الجديدة وقائع وضيق عليهم حتى منعهم من الحرث والرعي فبعث النصارى إلى حاشية السلطان زيدان بالتحف ونفائس الهدايا ليعزلوا عنهم أبا عبد الله المذكور لمضايقته لهم فخوفوا السلطان زيدان عاقبته وحضوه على عزله وأظهروا له أنه مسموع الكلمة في تلك النواحي وأنه يخشى على الدولة منه وكان أبو عبد الله العياشي كلما بعث بالغنائم وما يفتح الله به عليه من الأسارى إلى مراكش ازدادت شهرته وتناقل الناس حديثه فوغر بذلك قلب زيدان وحنق عليه فبعث إليه قائده محمد السنوسي في أربعمائة فارس وأمره بالقبض عليه وقتله وألقى الله في قلب القائد المذكور الشفقة عليه لما يعلم من براءته مما قذف به فبعث إليه خفية أن أنج بنفسك فإنك مغدور فخرج أبو عبد الله العياشي في أربعين رجلا فرسانا ومشاة قاصدين سلا فاستقر بها سنة ثلاث وعشرين وألف ولما انتهى السنوسي إلى آزمور ولم يجد له أثرا أظهر العناية بالبحث عنه وعاقب شرذمة من أهل الفحص على إفلاته تعمية على السلطان وإقامة لعذره عنده فقبل السلطان زيدان ذلك والله غالب على أمره