@ 22 @ من يد العدو الكافر بإعطاء بلد من بلاد الإسلام له جائز وإنا موافقون على ذلك ووقع هذا الاستفتاء بعد أن وقع ما وقع وما أجاب من أجاب من العلماء عن ذلك إلا خوفا على نفسه وقد فر جماعة من تلك الفتوى كالإمام أبي عبد الله محمد الجنان صاحب الطرر على المختصر وكالإمام أبي العباس أحمد المقري مؤلف نفح الطيب فاختفيا مدة استبراء لدينهما حتى صدرت الفتوى من غيرهما وبسبب هذه الفتوى أيضا فر جماعة من علماء فاس إلى البادية كالشيخ أبي علي الحسن الزياتي شارح جمل ابن المجراد والحافظ أبي العباس أحمد بن يوسف الفاسي وغيرهما $ بقية أخبار الشيخ ومقتله رحمه الله وتجاوز عنه $ .
ثم إن الشيخ ابن المنصور نزل بالفحص واجتمعت عليه لمة من أهل الذعارة والفساد على شاكلته فنهض بهم إلى تطاوين فاستولى عليها وأخرج منها كبيرها المقدم المجاهد أبا العباس أحمد النقسيس ولم يزل الشيخ يجول في بلاد الفحص ويعسف أهلها إلى أن ملته القلوب وتمالأ أشياخ الفحص على قتله لما رأوا من انحلال عقيدته ورقة ديانته وتمليكه ثغر الإسلام للكفار ففتك به المقدم أبو الليف في وسط محلته بموضع يعرف بفج الفرس وبقي صريعا مكشوف العورة أياما حتى خرج جماعة من أهل تطاوين فحملوه مع من قتل معه من أصحابه كالدبيريين وبعض أولاده ودفنوهم خارج تطاوين إلى حمل الشيخ إلى فاس الجديد مع أمه الخيزران فدفنا به وكان مقتله خامس رجب سنة اثنتين وعشرين وألف