@ 167 @ .
فقلت .
( إلى الله أشكو فرقة منهم وقد % تجرعت من كأس النوى ما تجرعوا ) .
ثم زدت .
( لئن شرد السلوان عني بعدهم % ففي صحبة المنصور أنسي أجمع ) .
ثم قال .
( تدور عليه هالة لقبابه % ومركزها قصر الخلافة يلمع ) .
فقلت .
( سياج به بحر الندى متموج % ومن أفقه شمس الإمامة تطلع ) .
وكان المنصور خرج لزيارة أغمات في شارة حسنة فلما بلغ أغمات مكث فيه يومين وفي الثالث نهض إلى زيارة الإمام أبي عبد الله الهزميري وعاج على ضريح الشيخ سيدي عبد الجليل ووقف عند الجبانة الكبرى فدعا ما تيسر وفرق أمولا على ذوي الحاجات على يد القاضي الشابطي والفقيه الأمين أبي الحسن علي بن سليمان الثاملي وكان معه الفقيه القاضي أبو مالك عبد الواحد بن أحمد الحميدي كان قد استقدمه من فاس برسم القراءة معه وكان الحميدي لوذعيا خفيف الروح وفي هذه السفرة صدرت منه الأبيات التي تبارى في معارضتها شعراء الدولة وقد ذكرها في النزهة فلتنظر هنالك .
ومما يتعلق بأخبار الحميدي المذكور أن المنصور سافر مرة إلى تارودانت ومعه جماعة من الأعيان كالقاضي الحميدي وأبي العباس المنجور وغيرهما فخيم المنصور بباب تارودانت وضرب الناس أخبيتهم فمر رجل عليه أطمار بالية وهيئة رثة ويقال إن هذا الرجل هو أبو عثمان الهلالي الروداني فوطئ على طنب من أطناب خباء القاضي الحميدي فصاح القاضي من هذه البقرة التي قوضت على خيمتي متهكما بالرجل فألقى إليه الرجل قرطاسا فيه أبيات وقال البقرة من لا يجيب عن هذه ونص الأبيات .
( إلى بابك العالي مسائل ترتقي % تفطن لهن يا حميدي واصدق ) .
( فما الحكم في الأوزاغ هل ساغ أكلها % وما الحكم في موتى المجانين فانطق )