@ 155 @ ألفا فالتقوا بفحص شريش فهزمه الله ونفلهم أموال أهل الكفر ورقابهم وكتب طارق إلى موسى بالفتح والغنائم فحركته الغيرة وكتب إلى طارق يتوعده إن توغل بغير إذنه ويأمره أن لا يتجاوز مكانه حتى يلحق به واستخلف على القيروان ولده عبد الله وخرج معه حبيب بن أبي عبيدة بن عقبة بن نافع الفهري ونهض من القيروان سنة ثلاث وتسعين في عسكر ضخم من وجوه العرب والموالي وعرفاء البربر فوافى خليج الزقاق ما بين طنجة والجزيرة الخضراء فأجاز إلى الأندلس وتلقاه طارق فانقاد واتبع ويقال إن موسى لما سار إلى الأندلس عبر البحر إليها من ناحية الجبل المنسوب إليه المعروف اليوم بجبل موسى وتنكب النزول على جبل طارق وتمم الفتح وتوغل في الأندلس إلى برشلونة في جهة الشرق وأربونة في الجوف وضم قادس في الغرب ودوخ أقطارها وجمع غنائمها وأجمع أن يأتي المشرق من ناحية القسطنطينية ويتجاوز إلى الشام دروب الأندلس ودروبه ويخوض إليه ما بينهما من بلاد الأعاجم وأمم النصرانية مجاهدا فيهم ومستلحما لهم إلى أن يلحق بدار الخلافة من دمشق ونمى الخبر إلى الخليفة الوليد فاشتد قلقه بمكان المسلمين من دار الحرب ورأى أن ما هم به موسى تغرير بالمسلمين فبعث إليه بالتوبيخ والانصراف وأسر إلى سفيره أن يرجع بالمسلمين إن لم يرجع هو وكتب له بذلك عهده ففت ذلك في عزم موسى وقفل عن الأندلس بعد أن أنزل الرابطة والحامية بثغورها واستعمل ابنه عبد العزيز لسدها وجهاد غدوها وأنزله بقرطبة فاتخذها دار إمارة واحتل موسى بالقيروان سنة خمس وتسعين وارتحل إلى المشرق سنة ست بعدها بما كان معه من الغنائم والذخائر والأموال على العجل والظهر يقال إن من جملتها ثلاثين ألف رأس من السبي وولى على إفريقية ابنه عبد الله واندرجت ولاية الأندلس يومئذ في ولاية المغرب فكان صاحب القيروان ناظرا في الجميع وقدم موسى على سليمان بن عبد الملك وقد ولي الخلافة بعد الوليد فسخطه ونكبه وثارت عساكر الأندلس بابنه عبد العزيز