@ 64 @ سعد بن بكر اسمها حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية فكان عندها نحو أربع سنين وشق صدره صلى الله عليه وسلم وهو عندها في السنة الرابعة من مولده فخافت عليه وردته إلى أمه ثم ماتت أمه عقب ذلك واستمر في كفالة جده عبد المطلب إلى أن توفي أيضا لمضي ثمان سنين من مولده صلى الله عليه وسلم فأوصى به عبد المطلب إلى ابنه أبي طالب فكفله أبو طالب أحس كفالة وقام بشأنه أتم قيام ونشأ صلى الله عليه وسلم نشأة طيبة يحفظه ربه ويكلؤه لما يريد به من كرامته ويهيء له من نبوته ورسالته وتزوج خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي وهو ابن خمس وعشرين سنة وشهد بناء الكعبة وهو ابن خمس وثلاثين سنة ووضع الحجر الأسود بيده الشريفة في موضعه بعد أن تراضت قبائل قريش عليه ثم آتاه الله الكتاب والحكم والنبوة على رأس أربعين سنة من عمره صلى الله عليه وسلم .
أخرج البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت أول ما بدىء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة ولمسلم الصادقة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ثم حبب إليه الخلاء فكان يخلو بغار حراء يتحنث فيه والتحنث التعبد الليالي ذوات العدد قبل أن يرجع إلى أهله ويتزود لذلك ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها حتى جاءه الوحي وفي رواية حتى فجئه الحق وهو في غار حراء فجاءه الملك فقال اقرأ فقال ( ما أنا بقارىء قال فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ قلت ما أنا بقاريء فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال ? < اقرأ فقلت ما أنا بقارىء فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال > ? ( اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم ) فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ترجف بوادره حتى دخل على خديجة فال ( زملوني زملوني ) فزملوه حتى ذهب عنه الروع ثم قال لخديجة ( أي خديجة مالي ) وأخبرها الخبر وقال ( لقد خشيت على نفسي ) قالت له خديجة كلا أبشر