داره رغب إليه أن يشرفه فأدخله عنده وأن يؤكد بذلك حبه له وود الاستعفاء بدخوله وأراد تضمن مسرته والمبالغة في مبرته فلما تمكن به في الدار ضرب عنقه وأعناق فتيان كانوا معه وأفلت فتى صغير السن فاستخفى عند فتيان ابن العادل فلما أصبح أطلع أباه على الخبر وأعلمه أنه قطع الأمر فحصن العادل القصر وأخذ يغالط الأمر فاستأذن فيما أظهر على الظافر وطلب خروجه وكان من عادة أهل مصر في تلك الدولة يسلمون على الخليفة في كل يوم اثنين وخميس على طبقاتهم الوزراء أولا ثم الكتاب ثم القضاء ثم الفقهاء ثم القواد والأجناد ثم أعيان العامة واتفق ذلك أحد اليومين فاعتذر اخوة الظافر عنه وكان المتكلم عنهم أخ لهم يسمى جبريل فلما اشتد عليهم ولم يقبل منهم قال القوم ابنك خرج به البارحة ولم يرجع فقال لهم العادل إنما قتلتموه لتكونوا مكانه وقتلهم كلهم وأخرج ولده الفائز وهو ابن سبع سنين أو نحوها فأجلسه مجلسه وبايعه وانتهى خبر مقتل الظافر على لسان الفتى الصغير المذكور الذي سلم من القتل إلى أخت الظافر وإلى الأولياء والقواد الرؤساء في كافة أعمال مصر تخبرهم بذلك وتستصرخهم وأحس العادل ذلك فأخذ مائة ألف دينار وفر من مصر فكتبت الأخت إلى النصارى فقطعوا به الطريق وأسروا له ولدا فاشترته منهم بجملة مال وعذبته إلى أن مات وانقرض العادل وبنوه وهذا حدثني به أبو المكارم أيضا رحمه الله