يقال لهم بنو كملان من أهل مذهبه فقام فيهم وقوي بهم واشتدت شوكته واستفحل أمره وعمره إذ ذاك ستون سنة وبه علل كثيرة وصحبه رجل يقال له أبو عمار بن عبد الله الحميدي الحجري وكان مقدما في الأباضية وكان يقول أبو يزيد لأهل القيروان إذا دخلها لم لا تجاهدوا بني عبيدها ها أنا رجل أعرج وصاحبي أبو عمار أعمى وقد عذره الله سبحانه ورفع عنه حرج القتال والجهاد فلم نعز أنفسنا وكانت له امرأة تسمى تاخيريت على مذهبه ورأيه وبنون أربعة يزيد الذي يكنى به ويونس وأيوب وفضل وكان يقدمهم على الجيوش ويخرجهم في السرايا وأيوب هزم جيشا كان أميره وقائده علي بن حمدون صاحب المسيلة وكان لقيه بفحص على وادي وجرة ومع علي بن حمدون أبو الفضل بن أبي سلاس قائدا أيضا فاقتتلوا قتالا شديدا وانهزم علي بن حمدون في الطريق جهلا به منه فأوى إلى موضع وعر ليلا ومعه ابن أبي سلاس قائدا أيضا فانحل وثاق فرس من خيولهم فوثب على فرس آخر فتضاربا وصهلا فوثب القوم بعد أن هجعوا وظنوا أن أيوب غشيهم فركبوا الخيل في ظلام الليل وتبددوا