[ 17 ] النبي صلى الله عليه واله ان يجتهدوا فيها عند فقدهم النص عليها، ولايجوز لهم الاجتهاد واستعمال الرأي بحضرة النبي صلى الله عليه وآله. فإن قال: فإذا كانت عبادتكم تتم بما وصفتموه مع غيبة الامام فقد استغنيتم عن الامام. قيل له: ليس الامر كما ظننت في ذلك، لان الحاجة إلى الشئ قد تكون قائمة مع فقد ما يسدها، ولو لا ذلك ما كان الفقير محتاجا إلى المال مع فقده، ولا المريض محتاجا إلى الدواء وان بعد وجوده، والجاهل محتاجا إلى العلم وان عدم الطريق إليه، والمتحير محتاجا إلى الدليل وان يظفر به. ولو لزمنا ما ادعيتموه وتوهمتموه للزم جميع المسلمين ان يقولوا ان الناس كانوا في حال غيبة النبي صلى الله عليه والله للهجرة وفي الغار اغنياء عنه، وكذلك كانت حالهم في وقت استتاره بشعب ابي طالب عليه السلام، وكان قوم (موسى عليه السلام اغنياء عنه في حال غيبته عنهم لميقات ربه، وكذلك اصحاب) (12) يونس عليه السلام اغنياء عنه لما ذهب مغضبا والتقمه الحوت وهو مليم، وهذا مما لا يذهب إليه مسلم ولا ملي. فيعلم بذلك بطلان ما ظنه الخصوم وتوهموه على الظنة والرجوم (13). وبالله التوفيق. ________________________________________ 12 - ما بين القوسين لم يرد في نسختي " م " و " ث ". 13 - (وتوهموه على الظنة والرجوم) ليس في " م " و " ث ". (*)