إنا نتوب إليك قبل الممات ونلقى بالسلام قبل اللزام اللهم انظر إلينا منك نظرة تجمع لنا بها الخير كله خير الآخرة وخير الدنيا ثم يقف مالك عند كلامه هذا ويقول يحسبون أني أعني بخير الدنيا الدينار والدرهم لا إنما أعني العمل الصالح حتى ألقاك يوم ألقاك وأنت عنا راض رغبة ورهبة إليك يا إله السماء وإله الأرض ثم يبكي بكاء خفيفا فنبكي معه .
حدثنا ابو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل قال حدثني عبيد الله بن عمر القواريري قال ثنا جعفر بن سليمان قال قال مالك بن دينار لقد هممت أن آمر إذا مت فأغل فأدفع إلى ربي مغلولا كما يدفع العبد الآبق إلى مولاه .
حدثنا احمد بن جعفر قال ثنا عبدالله بن احمد قال ثنا هدبة بن خالد قال ثنا حزم القيطعي قال دخلنا على مالك بن دينار في مرضه الذي مات فيه وهو يكيد بنفسه فرفع رأسه إلى السماء ثم قال اللهم إنك تعلم أني لم أكن أحب البقاء في الدنيا لفرج ولا لبطن .
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن إسحاق قال ثنا سعيد بن يعقوب الطالقاني قال ثا العلاء بن عبد الجبار قال قال حزم عن المغيرة بن حبيب قال اشتكى بطن مالك بن دينار فقيل له لو عمل لك قلية فإنها تحبس البطن فقال دعوني من طبكم اللهم إنك تعلم أني لا أريد البقاء في الدنيا لبطني ولا لفرجي فلا تبقني في الدنيا .
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا هارون بن عبدالله قال ثنا سيار قال ثنا جعفر قال سمعت ا لمغيرة بن حبيب أبا صالح ختن مالك بن دينار يقول يموت مالك بن دينار وأنا معه في الدار لا أدري ما عمله قال فصليت معه العشاء الآخرة ثم جئت فلبست قطيفة في أطول ما يكون الليل قال وجاء مالك فقرب رغيفه فأكل ثم قام إلى آخر الصلاة فاستفتح ثم أخذ بلحيته فجعل يقول إذا جمعت الأولين والآخرين فحرم شيبة مالك بن دينار على النار فوالله ما زال كذلك حتى غلبتني عيني ثم انتبهت فإذا هو على تلك الحال يقدم رجلا ويؤخر رجلا ويقول يا رب إذا جمعت الأولين والآخرين فحرم شيبة مال بن دينار على النار فما زال كذلك حتى