الشاذابي المقري قال قيل لأبي بكر الشبلي مزقت وأبليت كل ملبوسك والعيد قد أقبل والناس يتزينون وأنت هكذا فأنشأ يقول ... قالوا أتى العيد ماذا أنت لابسه ... فقلت خلعة ساق حبه جزعا ... فقر وصبر هما ثوباي تحتهما ... قلب يرى إلفه الأعياد والجمعا ... الدهر لي مأتم إن غبت يا أملي ... والعيد ما كنت لي مرء أو مستمعا ... أحرى الملابس ما تلقى الحبيب به ... يوم التزاور في الثوب الذي خلعا ... .
سمعت منصور بن محمد يقول دخل أبو الفتح بن شفيع عليه عائدا في دار المرضى قال فسمعت صياحه يقول ... صح عند الناس أني عاشق ... غير أن لم يعلموا عشقي لمن ... .
سمعت محمد بن الحسين بن موسى يقول سمعت أبا القاسم عبدالله بن محمد الدمشقي يقول وقفت يوما على حلقة أبي بكر الشبلي فوقف سائل على حلقته وجعل يقول يا الله يا جواد فتأوه الشبلي وصاح وقال كيف يمكنني أن أصف الحق بالجود ومخلوق يقول في شكله ... تعود بسط الكف حتى لو أنه ... ثناها لقبض لم تجبه أنامله ... تراه إذا ما جئته متهللا ... كأنك تعطيه الذي أنت آمله ... ولو لم يكن في كفه غير روحه ... لجاد بها فليتق الله سائله ... هو البحر من أي النواحي أتيته ... فلجته المعروف والجود ساحله ... ثم بكى وقال بلى يا جواد فإنك أوجدت تلك الجوارح وبسطت تلك الهمم ثم مننت بعد ذلك على أقوام بالاستغناء عنهم وعما في أيديهم بك فإنك الجواد كل الجواد فإنهم يعطون عن محدود وعطاؤك لا حد له ولا صفة فيا جواد يعلو كل جواد وبه جاد من جاد .
سمعت منصور بن محمد يقول سمعت أحمد بن منصور بن نصر يقول جاء ذات يوم الشبلي إلى أبي بكر بن مجاهد وكان في مسجده غائبا فسأل عنه فقيل له هو عند علي بن عيسى فقصد دار علي فاستأذن فقيل أبو بكر الشبلي يستأذنك فقال أبو بكر بن مجاهد لعلي بن عيسى اليوم أريك من