الأعمال لك في حياتك وأقربها إلى أوليائك في وقتك واعلم أن أفضل الخلق عند الله منزلة وأعظمهم درجة في كل وقت وزمن وفي كل محل ووطن أحسنهم إحكاما لما عليه في نفسه وأسبقهم بالمسارعة إلى الله فيما يحبه وأنفعهم بعد ذلك لعباده فخذ بالحظ الموفر لنفسك وكن عاطفا بالمنافع على غيرك واعلم أنك لن تجد سبيلا تسلكه إلى غيرك وعليك بقية مفترضة من حالك واعلم أن المؤهلين للرعاية إلى سبيل الهداية والمرادين لمنافع الخليقة والمرتبين للنذارة والبشارة أيدوا بالتمكين وأسعدوا براسخ علم اليقين وكشف لهم عن غوامض معالم الدين وفتح لهم في فهم الكتاب المستبين فبلغوا ما أنعم به عليهم من فضله وجاد به من عظيم أمره إحكام ما به أمروا والمسارعة إلى ما إليه ندبوا والدعاية إلى الله بما به مكنوا وهذه سيرة الأنبياء صلوات الله عليهم فيمن بعثوا إليهم من الأمم وسيرتهم في تأدية ما علموه من الحكم وسيرة المتبعين لآثارهم من الأولياء والصديقين وسائر الدعاة إلى الله من صالحي المؤمنين .
كتب إلى جعفر بن محمد وقال أنشدني الجنيد بن محمد ... سرت بناس في الغيوب قلوبهم ... وجالوا بقرب الماجد المتفضل ... ونالوا من الجبار عطفا ورأفة ... وفضلا وإحسانا وبرا يعجل ... أولئك نحو العرش هامت قلوبهم ... وفي ملكوت العز تأوي وتنزل ... أنشدني عثمان بن محمد العثماني قال أنشدني الحسين بن أحمد بن منصور الصوفي للجنيد بن محمد ... تريد مني اختبار سري ... وقد علمت المراد مني ... فليس لي من سواك حظ ... فكيفما شئت فامتحني ... كل بلاء علي مني ... ياليتني قد أخذت عني ... .
كتب إلي جعفر بن محمد بن نصير الخلدي وسمعت أبا طاهر المحتسب يقول قرأت على أبي محمد جعفر بن محمد بن نصير وهو يسمع قال كان الجنيد ابن محمد يدعو بهذا الدعاء على ممر الأيام الحمد لله حمدا دائما كثيرا طيبا مباركا موفورا لا انقطاع له ولا زوال ولا نفاد له ولا فناء كما ينبغي لكريم وجهك