كان النبي A إذا أراد أن يجمع أهل الصفة لطعام حضره تقدم إلى أبي هريرة ليدعوهم ويجمعهم لمعرفته بهم وبمنازلهم ومراتبهم كان أحد أعلام الفقراء والمساكين صبر على الفقر الشديد حتى أفضى به إلى الظل المديد أعرض عن غرس الأشجار وجري الأنهار وعن مخالطة الأغنياء والتجار فارق المنقطع المحدود منتظرا للمنتفع به من تحف المعبود زهد في لبس اللين والحرير فعوض من حكم الفطن الخبير .
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبدالعزيز ثنا أبو نعيم ثنا عمر بن ذر ثنا مجاهد أن أبا هريرة كان يقول والله الذي لا إله إلا هو إن كنت لأعتمد على كبدي من الجوع وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع ولقد قعدت يوما على طريقهم الذي يخرجون منه فمر بي أبو بكر فسألته عن آية من كتاب الله ما سألته إلا ليستتبعني فمر ولم يفعل ثم مر بي عمر فسألته عن آية من كتاب الله تعالى ما سألته إلا ليستتبعني فمر ولم يفعل ثم مر بي أبو القاسم A وتبسم وعرف ما في نفسي وما في وجهي ثم قال يا أبا هر قلت لبيك يا رسول الله قال الحق ثم مضى واتبعته فدخل واستأذنت وأذن لي فدخلت فوجد لبنا في قدح فقال من أين هذا اللبن فقالوا أهداه لك فلان أو فلانة فقال يا أبا هر فقلت لبيك يا رسول الله قال الحق أهل الصفة فادعهم قال وأهل الصفة أضياف الاسلام لا يلون على أحد ولا مال إذا أتته صدقة بعث بها اليهم ولم يتناول منها شيئا وإذا أتته هدية أرسل اليهم وأصاب منها وأشركهم فيها .
حدثنا أبو اسحاق ابراهيم بن محمد بن حمزة ثنا محمد بن يحيى بن منده ثنا محمد بن العلاء ثنا محمد بن فضيل عن أبيه عن أبي حازم عن أبي هريرة قال كنت في سبعين رجلا من أصحاب الصفة ما منهم رجل عليه رداء إما بردة أو كساء قد ربطوها في أعناقهم .
حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن ابراهيم ثنا أحمد بن محمد بن الهيثم الدويري ثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق قال سمعت أبي يقول ثنا أبو حمزة عن جابر عن عامر عن أبي هريرة قال كنت