مائة حسنة فقيل يا أبا محمد وكيف هذا قال نعم يا دوست إن المؤمن لا يكتسب سيئة إلا وهو يخاف العقوبة عليها ولو لم يكن كذلك لم يكن مؤمنا وخوفه العقاب عليها حسنة ويرجو غفران الله لها ولو لم يكن هكذا لم يكن مؤمنا ورجاؤه لغفرانها حسنة وهو يرى التوبة منها ولو لم يرها لم يكن مؤمنا ورؤيته التوبة منها حسنة ويكره الدلالة عليها ولو لم يكره الدلالة عليها لم يكن مؤمنا وكراهة الدلالة عليها حسنة ويكره الموت عليها ولو لم يكره الموت عليها لم يكن مؤمنا وكراهته للموت عليها حسنة فهذه خمس حسنات وهي بخمسين حسنة الحسنة بعشر أمثالها لقوله تعالى من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها فهذه تصير مائة حسنة فما ظنكم بسيئة تعتورها مائة حسنة وتحيط بها والله تعالى يقول إن الحسنات يذهبن السيئات وما ظنكم بثعلب بين مائة كلب أليس يمزقونه ثم بكى سهل وقال لا تحدثوا بهذا الجهال من ا لناس فيتكلوا ويغتروا فإن هذه السيئة هي شيء عليه وحسناته هي أشياء له وما عليه فلله أن يأخذه به ويكون عادلا بعقوبته عليه وماله لا يظلمه الله D بل يوفيه ثوابه وإن كان بعد حين ومن يصبر على حر نار جهنم ساعة واحدة ولكن بادروا بالتوبة من هذه السيئة حتى تأمنوا العقوبة وتصيروا أحباب الله فإن الله يحب التوابين قال وسمعت سهل بن عبدالله يقول إن الأمراض والأسقام والأحزان والمصائب إنما هي كفارات للصغائر وأما الكبائر فلا يسقطها إلا التوبة ومثله كمثل حبر يصيب الثوب فلا يقلعه إلا الصابون الحاد والمعالجات بالخل والأشنان وغيره ومثل الصغائر كمثل قليل دبس يصيب الثوب فيذهبه الريق وقليل من الماء فقيل يا أبا محمد أليس قد روي أن المصائب كفارات وأجر فضحك وقال يا دوست إن المصائب إذا ضم إليها الصبر والإحتساب تكون كفارة وأجرا كلاهما فأما إذا لم يصبر عليها ولم يحتسبها تكون كفارت وحططا لا أجر فيها ولا ثواب وبيان ذلك أن المصائب فعل غيرك ولا تثاب على فعل غيرك وصبرك واحتسابك فعل لك فتؤجر وتثاب