يعمل حتى يعرف عيوب نفسه قال لايعرف عيوب نفسه حتى يحاسب نفسه في أحواله كلها قيل فأي منزلة إذا قام العبد بها أقام مقام العبودية قال إذا ترك التدبير قيل فأي منزلة إذا قام بها أقام الصدق قال إذا توكل عليه فيما أمره به ونهاه عنه .
سمعت أبي يقول سمعت أبا بكر يقول سمعت سهل بن عبدالله يقول البلوى من الله على جهتين فبلوى رحمة وبلوى عقوبة فبلوى رحمة يبعث صاحبه على إظهار فقره وفاقته إلى الله وترك تدبيره وبلوى عقوبة يترك صاحبه على اختياره وتدبيره وقيل مثل الإبتلاء مثل المرض والسقم يمرض الواحد مائة سنة فلا يموت فيه ويمرض آخر ساعة واحدة فيموت فيه كذلك يعصى الله عبد مائة سنة فيختم له بخير وينجو وآخر يتكلم بكلمة معصية في ساعة فيجره إلى الكفر فيهلك فمن ذلك عظم الخطر ودام الجد واشتد البلاء وقال الغضب أشد في البدن من المرض إذا غضب دخل عليه من الإثم أكثر مما يدخل عليه في المرض قال وسمعت سهلا يقول قال الله تعالى كل نعمة مني عليكم إذا عرفتموها صيرتها لكم شكرا وكل ذنب كان منكم إذا عرفتموه صيرته غفرانا وقال ليس في خزائن الله أكبر من التوحيد وقال سهل بن عبدالله تربة المعاصي الأمل وبذرها الحرص وماؤها الجهل وصاحبها الأصرار وتربة الطاعة المعرفة وبذرها اليقين وماؤها العلم وصاحبها السعيد المفوض أموره إلى الله تعالى وقال من ظن ظن السوء حرم اليقين ومن تكلم فيما لا يعنيه حرم الصدق ومن اشتغل بالفضول حرم الورع فإذا حرم هذه الثلاثة هلك وهو مثبت في ديوان الأعداء وقال لا يطلع على عثرات الخلق إلا جاهل ولا يهتك ستر ما اطلع عليه الا ملعون وقال من خدم خدم ومعناه من ترك التدبير والإختيار وفق ومن لم يوفق لم يترك التدبير فان الفرج كله في تدبير الله لنا برضاه والشقاء كله في تدبيرنا ولا نجد السلامة حتى نكون في التدبير كأهل القبور وقال لسان الايمان التوحيد وفصاحته العلم وصحة بصره اليقين مع العقل