أن لك في الدنيا ولباسها ونعيمها وشهوتها رغبة وإنك والله لئن طلبت النعيم بالتنعم في الدنيا والرغبة فيها ما أحسنت طلبه فأزهد فيها تجد لليقين نورا وترى للترك فضلا وسرورا انظر إليها بالتصغير إذ كان قصيرا فانيا التمس استصغار الدنيا بالتقلل منها واستجلب حلاوة الترك بقصر الأمل فيها قد استدبرت أمورا لك فيها معتبر ومنظر ومتعظ ومزدجر وانظر ما صدر قوم عن معصية الله إلى غير عذاب الله عاجلا أو آجلا إلا من عصمه الله بالتوبة كن عالما عاملا فقد علم أقوام ولم يعملوا ولم يكن علمهم إلا عليهم والعلم والعمل قرينان لا ينفع أحدهما إلا بصاحبه اختر القلة وارتع في رياض المقلين تدرك ثمرة قلبك أما علمت أن النار حفت بالشهوات والجنة حفت بالمكاره اختر ما اختاره الرسول A وادع إلى ما دعا إليه تكن لله وليا والمرسول أمينا وللمتقين إماما واعلم أن العبد المؤمن ليس بالذي يشكر في السراء فإذا أصابه شيء مما يكره ترك دينه ومن لا خير له فيما يكره فليس له خير فيما يحب فقد جعل الله في الكره خيرا لمن صبر على البلاء واحتسب المصيبة وأحسن الظن بالله وصدق التوكل عليه وآمن بما وعد الله الصابرين كن داعيا إلى الله بما دعا به رسول الله A والتمس الرفعة بالتواضع والتمس الشرف بالدين وليكن ذلك في ترك دنياك لآخرتك تدرك شرف الدنيا والآخرة فإن أكمل إيمان العبد إذا آثر الآخرة على الدنيا واطلب حقيقة الإيمان بردك نفسك عن الدنيا وأجهد نفسك على طلب الآخرة فإن الكيس من دان نفسه وعمل لآخرته والعاجز من تمنى على الله الأماني قال الشيخ أبو نعيم لأبي عثمان الكلام المبسوط في مصنفاته وله من كثرة الأحاديث مسانيد وتفسير ما يقارب الأئمة في الكثرة حدث عن الأعلام عن أبي نعيم وحسين المروزي والقعنبي وأحمد بن شبيب والحميدي وسلمة بن شبيب ومكي وقتيبة وعلي الطنافسي وأبي مسعود والحماني وسهل بن عثمان وابن كاسب وإبراهيم بن موسى