حرصاء على طلب الجنة فقراء إلى ربهم والمنافق حريص على الدنيا فقير الى الخلق قال وسمعت يحيى يقول قال بعض الحكماء من أصبح لم يكن معه هذه الخصال الثلاث لم يصب طريق العزم أولها كما أن الله لم يعط رزقك اليوم غيرك فلا تعمل لغيره وكما أن الله لم يشارك فيما أعطاك أحدا فلا تشارك في العمل الذي تعمل له يعني الرياء وكما أن الله لم يكلفك اليوم عمل غد فلا تسأله رزق غد على جور حتى إذا لم يعطك شكوته قال وسمعت يحيى يقول إذا لاحظت الأشياء منه كان لها طعم آخر قال وسمعت يحيى يقول ليس بصادق من ادعى حبه ولم يحفظ حده قال وسمعت يحيى يقول سقوط رجل من درجة ادعاؤها قال وسمعت يحيى يقول إذا عملوا على الصدق انطلقت ألسنتهم على الخلق بالشدة وإذا عملوا في التفويض انكسرت ألسنتهم عن الخلق مبهوتين الأول من صفة الزاهدين والثاني من صفة العارفين قال وسمعت يحيى يقول إنما تلقى الزاهد في الدنيا أحيانا ليرفق بعباد الله إذا ذلوا قال وسمعت يحيى يقول من أقام قلبه عند الله سكن ومن أرسله في الناس اضطرب .
حدثنا عثمان بن محمد قال قرأ على أبي الحسن أحمد بن محمد بن عيسى ثنا إسماعيل بن معاذ عن أخيه يحيى بن معاذ قال قسم الدنيا على البلوى والجنة على التقوى وجوع التوابين تجربة وجوع الزاهدين سياسة وجوع الصديقين تكرمة والجوع طعام يشبع الله منه أبدان الصديقين وإذا امتلأت المعدة خرست الحكمة وأشرف الجوع حالة ينظر إليك فيها العدو فيرحمك وأمقت الشبع حالة ينظر إليك معها الصديق فيستثقلك فالحزن يمنع ا لطعام والخوف يمنع الذنوب والرجاء يقوي على أداء الفرائض وذكر الموت يزهد في الشيء وفي لقاء الأخوان مدافعة ما فضل من النهار وصلاح الأمر في ذلك كله أن يكون على نية .
حدثنا محمد بن محمد بن زيد ثنا الحسن بن علوية قال سمعت يحيى بن معاذ يقول تولد الخوف في القلب من ثلاث خصال إدامة الفكر معتبرا