قال وأنشدني يحيى ... تبارك ذو الجلال وذو المحال ... عزيز الشان محمود الفعال ... سروري بالسؤال لكي أراه ... فكيف أسر منه بالنوال ... فيا ذا العز يا ذا الجود جدلي ... وغير ما ترى من سوء حالي ... قال وأنشدني يحيى ... أشكو إليك ذنوبا لست أنكرها ... وقد رجوتك يا ذا المن تغفرها ... من قبل سؤلك لي في الحشر يا أملي ... يوم الجزاء على الأهوال تذكرها ... أرجوك تغفرها في الحشر يا أملي ... إذ كنت سؤلي كما في الأرض تسترها ... قال وأنشدنا يحيى ... سلم على الخلق وارحل نحو مولاك ... واهجر على الصدق والإخلاص دنياك ... عساك في الحشر تعطى ما تؤمله ... ويكرم الله ذو الآلاء مثواك ... .
سمعت محمد بن الحسين يقول سمعت محمد بن عبدالله يقول سمعت الحسن ابن علوية يقول سمعت يحيى بن معاذ يقول لا تكن ممن يفضحه يوم موته ميراثه ويوم حشره ميزانه .
أخبرني محمد بن أحمد البغدادي في كتابه وحدثني عنه عثمان بن محمد العثماني ثنا عبدالله بن سهل قال سمعت يحيى بن معاذ يقول القلوب كالقدور في الصدور تغلي بما فيها ومغارفها ألسنتها فانتظر الرجل حتى يتكلم فأن لسانه يغترف لك ما في قلبه من بين حلو وحامض وعذب وأجاج يخبرك عن طعم قلبه اغتراف لسانه قال وسمعت يحيى يقول إنما صار الفقراء أسعد على الذكر من الأغنياء لأنهم في حبس الله ولو أطلقوا من حصار الفقر لوجدت من ثبت منهم على الذكر قليلا قال وسمعت يحيى يقول من يستفتح أبواب المعاش بغير مفاتيح الأقدار وكل إلى المخلوقين قال وسمعت يحيى يقول الق حسن الظن على الخلق وسوء الظن على نفسك لتكون من الأول في سلامة ومن الآخر على الزيادة قال وسمعت يقول قال ابن السماك حسبي من ثوابك النجاة من عقابك قال وسمعت يحيى يقول أبناء الدنيا يجدون لذة الكلام وأبناء